font color="gray">خاص بالموقع | PM 11:50تستنفر السلطات الألمانية قواها الأمنية، اليوم، عشية الاحتفالات بعيد العمال الذي يشهد تظاهرات عديدة في البلاد، احتجاجاً على تردّي أوضاع العمال في هذا البلد، وسط أزمة اقتصادية لم تشهد القارة مثيلاً لها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وسيكون لهذا الاستنفار الأمني ملامح خاصة هذا العام؛ إذ تشارك عناصر من «النازيين الجدد» بكثافة في مسيرات احتجاجية في أكثر من مدينة، ولا سيما في بعض الولايات الشرقية. وتناولت الصحف الألمانية في أعدادها الصادرة خلال الأيام الماضية طبيعة هذه التحركات التي تثير قلق السلطات والمواطنين، ولا سيما المقيمون الأجانب الأكثر عرضة للاعتداءات من عناصر اليمين المتطرّف.

وكشفت صحيفة «برلينر تسايتونغ»، أول من أمس، أنّ «النازيين الجدد» يخطّطون في عيد العمال للقيام بمسيرات حاشدة في العديد من المدن الرئيسية، مشيرة إلى إمكان حظر بعضها، وخصوصاً أن الدستور الألماني لا يسمح بأي نشاطات ذات طابع عنصري.

ولهذه الأسباب مُنعت التظاهرة المركزية للنازيين الجدد التي كانت مقررة في مدينة هانوفر الشمالية، حيث كان يتوقع أن تضم أكثر من عشرة آلاف نازي. وبررت المحكمة العليا في ولاية سكسونيا السفلى، في مدينة لونبورغ، قرار الحظر بالخشية من وقوع أعمال عنف.

غير أنّ الشرطة المحلية أبقت استعدادها لقمع المتظاهرين، لأنّ منظمي التظاهرة مصنفون على أنهم «مستعدون لاستخدام العنف». وتصف الصحيفة هؤلاء «القوميين المستقليّن» بأنهم مشابهون لليساريين المتطرفين الذين يرتدون ملابس سوداء، وكانوا عدائيين جداً خلال أحداث العام الماضي في مدينة هامبورغ، حين وقعت أعمال عنف اعتقل خلالها عشرات المتطرفين، وأصيب 30 شرطياً بجراح وتضرر عدد من المقاهي والمحال.

بدورها، تحدثت صحيفة «دير شبيغل» عن لجوء اليمين المتطرف إلى تقليد قوى اليسار في بعض ملابسهم، إذ إنهم يرتدون أحياناً الكوفية الفلسطينية، وبعضهم يحمل عصا «البيسبول» فيما ينتعلون أحذية عسكرية.

وأفردت «دير شبيغل» تقارير عن تغلغل هذه العناصر في المناطق الشرقية سابقاً، حيث تسود الفئة الأكثر فقراً وتتزايد أعداد من العاطلين من العمل، فيما لم تنجح ألمانيا حتى الآن في تعميم الإنماء المتوازن بين شطري ألمانيا منذ الوحدة في عام 1990.

(الأخبار)