Strong>وسط تصاعد المخاوف من أن يتطور فيروس «انفلونزا أ، اتش 1 أن 1»، إلى وباء عالمي بعد اكتشاف حالات جديدة في عدد من البلدان، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس عن حصيلة جديدة للوفيات والإصابات، في وقتٍ أكدت فيه أنه لا مبرر لرفع حالة الإنذار إلى الدرجة السادسةأبقت منظمة الصحة العالمية، أمس، درجة التأهب على المستوى الخامس على مقياس من ست درجات، رغم إعلانها ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة في شتى أنحاء العالم بسبب ما كان يعرف بأنفلونزا الخنازير، بعدما قررت تبديل اسمه ليصبح «أنفلونزا أ، (اتش 1 أن 1)».
وقال المسؤول الثاني في المنظمة، الدكتور كيجي فوكودا، إن عدد حالات الأنفلونزا المؤكدة ارتفع من 148 إلى 236، أغلبها جاء من المكسيك. وأوضح فوكودا أن عدد الحالات المؤكدة في المكسيك قد ارتفع إلى 97 من 26، بينها 7 وفيات. وعمدت المنظمة أمس إلى إصدار مجموعة من الإرشادات للمستشفيات بعدما أكدت أن «الفيروس ينتشر من دون أي إشارة إلى تباطئه».
وفي السياق، دعت المديرة العامة للمنظمة، مارغريت تشان، جميع الدول إلى «أن تفعّل فوراً خططها للاستعداد لجائحة (أي وباء ينتشر عبر المناطق والقارات)».
أما في المكسيك، فأعلن مسؤول الهيئة الصحية في مكسيكو، أرماندو أهود، أن عدد الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالمرض انخفض أمس إلى النصف في مستشفيات العاصمة. وأوضح أنه تم «فحص 194 شخصاً أول من أمس كانوا يعانون صعوبات في التنفس، وأُبقي 18 منهم في المستشفى».
ولا تزال المكسيك تحاول التأكد من مصدر تفشي المرض. وأعلن مدير المركز الوطني لعلوم الأوبئة في مكسيكو، ميغل أنجل ليزانا، أن إحدى الوفيات «المؤكدة» في البلاد «تعود لتاجر متجول من بنغلادش، وقد وصل إلى العاصمة قبل ستة أشهر، والتقى خلال إقامته في المكسيك بأحد أشقائه الذي وصل من بنغلادش أو باكستان»، مشيراً إلى أن شقيق المتوفى «كان يعاني على ما يبدو من مرض» وأن السلطات تحاول العثور عليه.
وعلى الرغم من اتجاه الأوضاع للاستقرار في العاصمة، حث أمس الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون، في أول كلمة تلفزيونية منذ ظهور الأزمة، المواطنين على البقاء في منازلهم خلال إغلاق جزئي للاقتصاد، سيمتد من الأول إلى الخامس من أيار.
وطلب كالديرون من كل المصالح الحكومية والشركات الخاصة التي لا يعتمد عليها الاقتصاد بحيوية التوقف عن العمل، فيما ستواصل متاجر الأغذية والمستشفيات وشركات الخدمات المالية ومؤسسات الاتصالات والمواصلات العام العمل بصورة طبيعية.
أما في الولايات المتحدة، فارتفع عدد الإصابات المؤكدة بالمرض إلى 113 موزعة على 14 ولاية. وأضيفت ولاية ساوث كارولينا إلى قائمة الولايات المصابة بعدما تأكد وجود 10 إصابات فيها. وأفيد عن إصابة رجل أربعيني في نبراسكا، والاشتباه بحالتين، في مقابل تأكيد حالتين في كولورادو.
وانضمت أمس هولندا وسوسيرا إلى قائمة الدول التي أُعلن وجود حالات مؤكدة فيها، إذ أعلنت وزارة الصحة الهولندية أمس ظهور أول حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير، لطفل في الثالثة من عمره. كذلك أكدت سويسرا ظهور أول إصابة في مستشفى بادن، ووجود 26 إصابة محتملة. كذلك تأكدت إصابة مواطنة أرجنتينية الأصل في البيرو، فيما بلغ عدد الحالات المشبوهة تسع حالات. وعلى الفور أعلن وزير الصحة البيروفي، أوسكار أوغارتي، إقفال مطارات البلاد أمام الطائرات الآتية من المكسيك، بالإضافة إلى توسيع مجال عمليات الإشراف الصحي في المطارات لتشمل كل الرحلات الدولية الواصلة إلى البيرو. وأعلنت وزيرة الصحة الإسبانية، ترينيداد خيمينيز، تسجيل « 13 حالة مؤكدة، فيما وضع 84 شخصاً قيد المراقبة». كذلك قال مسؤولون صحيون في كندا أمس إن عدد الإصابات المؤكدة ارتفع إلى 19 بعد تشخيص إصابة 3 نساء في تورونتو، على أثر عودتهن من المكسيك.
كذلك لا تزال العديد من الدول تدقّق في عشرات من الإصابات المحتملة، بينها فرنسا والبرازيل التي تشتبه في حالتين. أما في كوريا الجنوبية، فأعلن مركز التحكم في الأمراض والوقاية أنه يجري فحوصاً على أربعة أشخاص يشتبه في إصابتهم بالمرض. كذلك أعلنت إيرلندا أمس الاشتباه في أول حالة إصابة غير مؤكدة بالمرض.
ومع ازدياد رقعة انتشار المرض، رفعت العديد من الدول مستوى إجراءاتها الوقائية. فعقد وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً لبحث سبل التعاون، من دون أن يتخذوا قراراً موحداً بحظر السفر إلى المكسيك، إلا فرنسا. ووسعت السلطات الروسية الحظر المفروض على واردات لحوم الخنزير غير المصنعة لتشمل المزيد من الولايات الأميركية. ونصحت وزارة الصحة الروسية المواطنين بعدم التوجه إلى القارة الأميركية.
وأخيراً في اليابان، أعلن وزير الصحة الياباني يوتشي ماسوزي أمس أن بلاده ستفتتح «عيادات للحمّى»، بهدف زيادة الاستعدادات الحكومية الخاصة بمكافحة المرض.
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب، رويترز)


مصر تباشر إعدام الخنازير

القاهرة ــ الأخباروعقد الرئيس المصري حسني مبارك اجتماعاً وزارياً للاطلاع على آخر المتغيّرات والتطورات العالمية في ما يتعلق بظهور فيروس «أتش1ـــــ أن1» وانتشاره، حيث جرى بحث الإجراءات اللازم اتخاذها للوقاية من هذا الفيروس وتجنّب احتمال ظهور حالات إصابة به في مصر.
في هذه الأثناء، دخل البابا شنودة الثالث، رئيس الكنيسة المصرية، على الخط، بتأكيده أمس أن الغالبية العظمى من الأقباط لا يأكلون لحوم الخنازير، وأن استهلاك هذه اللحوم موجّه في الأساس إلى السائحين في الفنادق والجاليات الأجنبية، لافتاً إلى أن خبراء الصحة يؤكدون أن تناول هذه اللحوم لا علاقة له بهذا المرض الذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي.
وقالت صحف حكومية إن أصحاب الخنازير التي ستُذبح سيحصلون على تعويض قدره 1000 جنيه (177 دولاراً) عن كل حيوان يذبح. في غضون ذلك، شهدت منطقة الخصوص في محافظة القليوبية، شمالي القاهرة، احتكاكاً بين مربّي الخنازير واللجنة الطبية وأجهزة الأمن التي ذهبت لتنفيذ القرار، ورشق مربّو الخنازير أعضاء اللجنة بالحجارة.