انخفضت الإيجابية التي طغت على لغة الحوار بين روسيا وحلف شمالي الأطلسي قبل يومين، إلى أدنى مستوياتها أمس، وذلك على خلفية المناورات العسكرية التي سيجريها الحلف في جورجيا. البداية كانت مع ما ذكرته صحيفة «فايننشل تايمز» البريطانية، عن أن «حلف الأطلسي قرر إبعاد دبلوماسيين روسيين اثنين أمس (الأربعاء)، للاشتباه في تورطهما بنشاط تجسسي». ونقلت عن مصدر في الحلف قوله إن «طرد الدبلوماسيين الروسيين جاء كرد فعل على الفضيحة المتعلقة باعتقال موظف أستوني رفيع المستوى كان يرسل معلومات سرية عن الحلف إلى موسكو». وجاء رد روسيا عبر مندوبها لدى «الأطلسي»، ديمتري روغوزين، الذي قال إن «القرار الذي أعلنه الحلف هو عمل استفزازي لا يمكن أن يمر من دون رد». ولمّح إلى أن الروسيّين ليسا بجاسوسين. إلاّ أنه أضاف: «لن نفقد أعصابنا. من قام بهذا العمل أراد تقويض رغبة رئيسي البلدين (الولايات المتحدة وروسيا) في إقامة علاقات جيدة»، واعداً «برد فعل بارد».
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» أمس، عن بيان أصدرته دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، قوله إن «هذه الخطوة المثيرة للاستياء تتعارض مع تصريحات المسؤولين في حلف شمالي الأطلسي بشأن استعداد الحلف لتطبيع العلاقات مع روسيا»، مضيفاً أن «هناك قوى غير راغبة في ترسيخ التوجه نحو تطبيع العلاقات مع روسيا، هي التي تقف وراء هذه الخطوة».
ورداً على المناورات، وقّع الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، على اتفاقين يمنحان روسيا السيطرة المباشرة على حدود منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وقال، بعد التوقيع، إن «التدريبات المزمعة لحلف شمال الأطلسي مستفزة مهما حاول شركاؤنا الغربيون إقناعنا بخلاف ذلك»، مضيفاً أنّ «من يتخذون تلك القرارات سيتحملون المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات سلبية».
ورأى مدفيديف أن «المناورات هي استفزاز واضح ينطوي على آثار سلبية». وأضاف أنه «حينما يُجري هذا الحلف العسكري أو ذاك مناورات على خطوط شهدت أخيراً نسبة عالية من التوتر، ولا يزال الوضع هناك بعيداً عن الهدوء، فإن هذا الأمر ينذر بعواقب وخيمة».
وبفضل الاتفاقين، ستشارك روسيا ببناء قوات حرس حدود في هاتين الجمهوريتين المواليتين لها، وستزود هذه القوات بالمعدات والتجهيزات اللازمة، وستتولى حماية حدودهما إلى حين تمكنهما من ضمان أمنهما بنفسيهما.
رد «الأطلسي» على الاتفاق لم يتأخر طويلاً، إذ أكد، عبر المتحدث باسمه جيمس أباثوراي، أن الاتفاق يمثّل «انتهاكاً صريحاً» لاتفاق وقف إطلاق النار مع جورجيا.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)