strong>انتقلت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بعد مفاوضاتها مع الإسرائيليين أول من أمس، إلى رام الله، حيث جددت إعلان التزام واشنطن بعملية السلام وحلّ دولتين ورفض التعامل مع «حماس» إذا لم تتمثل بمنظمة التحرير. هذا الالتزم يقابله «همسات أميركية» للإسرائيليين، بحتمية تحقيق تسوية إسرائيلية فلسطينية وسورية في وقت واحد
أجرت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، حيث جدّدت تأكيد التزام واشنطن بالعمل على قيام دولة فلسطينية. وأكدت أن «إدارة (الرئيس باراك) أوباما ستنخرط بقوة لتحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، مستطردةً بقولها: «هذا التزام أضعه في صميم قلبي، لا في وزارة الخارجية فقط، وسيعمل المبعوث الأميركي جورج ميتشل على ذلك بصفته مبعوثاً للرئيس». وقالت إن الولايات المتحدة «تقدم الدعم للحكومة الفلسطينية بصفتها الحكومة الشرعية الوحيدة، والشريكة للوصول إلى السلام الشامل وفق حلّ الدولتين».
وتابعت كلينتون أنّ «من الضروري أن نواصل عمليات الإصلاح التي يقودها الرئيس (محمود عباس) لتعزيز صدقية الحكومة»، مشيرة إلى أن أبو مازن «يقدم للشعب الفلسطيني فرصة أخيرة كي يعيش حراً وبرفاه». وأكدت أن «الطريقة الوحيدة لذلك هي المفاوضات».
وفي ردها على سؤال عن الإخطارات الإسرائيلية لهدم منازل في القدس المحتلة، قالت كلينتون إنّ «من الواضح أن مثل هذا النوع من النشاطات لا يتماشى مع التزامات خريطة الطريق»، لافتة إلى أنها ستناقش هذا الأمر مع حكومة إسرائيل والمسؤولين في «بلدية القدس».
ورغم إعلان كلينتون أن «الخطوة الأولى من الآن هي وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة»، إلاّ أنها عادت وقالت إن «واشنطن سترفض العمل مع حكومة فلسطينية تضم حماس إذا لم تعترف بإسرائيل وتتخلى عن العنف». وأكدت أنها لن تتعاون مع حكومة وحدة وطنية إذا تمسكت «حماس» بمواقفها قائلة: «لا وكنا قد قلنا ذلك بوضوح».
وأضافت كلينتون أنه إذا «تألفت حكومة وحدة تضم حماس، فإننا نتوقع منها احترام المبادئ التي وضعتها اللجنة الرباعية». وأملت أن تصدر «حماس بياناً رسمياً وواضحاً إذا ما قررت تغيير مواقفها، فمنظمة التحرير قامت بذلك. هذا أقل ما يمكن أن نتوقعه من حماس».
من جهته، أكد عباس لكلينتون «الإصرار على السير في عملية السلام حسب الشرعية الدولية وخريطة الطريق، والالتزام بذلك كاملاً». وأشار إلى أنه بحث مع كلينتون موضوع الحكومة الإسرائيلية المقبلة، موضحاً «أكدنا احترامنا الخيار الإسرائيلي، لكننا نطالب الحكومة بالالتزام بحلّ الدولتين وإنهاء المشاريع الاستيطانية ووقف التهجير في سلوان». وأضاف: «ننتظر من إدارة أوباما واللجنة الرباعية أن تعمل على دفع الطرفين للالتزام بهذا الاتجاه».
وشدّد عباس على أن «الوقت مناسب الآن لوضع كل قضايا المرحلة النهائية على الطاولة: القدس والحدود واللاجئين والمياه، إضافة إلى الأسرى الذين نرى ضرورة إطلاق سراحهم كلهم في نهاية هذا المطاف». وأكد التزام السلطة الفلسطينية بـ«الحل الشامل الكامل»، آملاً أن «يتم السلام على المسارات الأخرى السوري واللبناني حتى يعمّ السلام الشامل والكامل».
كذلك شدد عباس على ضرورة «فتح المعابر وإزالة الحصار عن قطاع غزة والسماح للمواد الإنسانية والضرورية بالمرور، لعملية إعادة الإعمار التي اتفق عليها في مؤتمر شرم الشيخ وللتخفيف من معاناة الناس».
وتطرق عباس إلى الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، والنية لتأليف حكومة فلسطينية «تلتزم بالتزاماتنا كاملة وتعمل على إجراء انتخابات لا تزيد على 24 كانون الثاني 2010». وانتقد التدخلات الإيرانية في الشأن الفلسطيني، وخاطب الإيرانيين قائلاً: «كفّوا عن تدخلكم في شؤوننا، هذا تدخل سلبي ليس في مصلحة الفلسطينيين والعرب»، مشيراً إلى أن «هذه التدخلات تهدف لتعطيل المصالحة الفلسطينية».
في السياق، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة إن «تصريحات كلينتون هي بداية جيدة».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن كلينتون وجهت انتقادات خلال لقائها مع المسؤولين الإسرائيليين أول من أمس، بشأن تصور «السلام الاقتصادي الذي يتبناه زعيم الليكود بنيامين نتنياهو»، إذ رأت أن «دفع الاقتصاد الفلسطيني من دون حل سياسي ليس له أي احتمال بالنجاح»، موضحة أن «الإدارة الأميركية ملتزمة بحل الدولتين وهو حتمي».
كذلك أشارت الصحيفة إلى أن «كلينتون مارست ضغوطاً على وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، لفتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة»، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك إنه «يجري فتح المعابر التي تعمل بنسبة 30 في المئة، كذلك إن الرئيس شمعون بيريز، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ونتنياهو، قالوا إن إسرائيل تعتزم مواصلة إدخال المساعدات إلى غزة».
في المقابل، كشف مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أن الملف النووي الإيراني وفكرة الدولتين للشعبين، ليسا العنوان الرئيسي لزيارة كلينتون إلى إسرائيل، بل هو تصريحها المتعلق «بتدفئة العلاقات مع سوريا». وقال إن المسؤولين في إسرائيل فهموا الرسالة على الفور: «لا يمكن نتنياهو أن يفرّ من مواصلة المفاوضات مع سوريا». إلّا أن نتنياهو قال لكلينتون إنه «يعطي أولوية للقناة الفلسطينية ويعتزم إقامة وتقدم مسيرة سياسية مع الفلسطينيين».
وأوضحت كلينتون للمسؤولين الإسرائيليين أنه لا يجب اعتبار أن إرسال مبعوثين أميركيين إلى سوريا، سيخفف عن إسرائيل في عملية السلام، فالأميركيون مصممون على الوصول إلى إنجازات في الجبهتين.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، الأخبار)


شهيدان في قطاع غزة

«حماس»: اللقاء لم يأت بجديد


قال المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، إن لقاء وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، «لم يأت بجديد، وحديث كلينتون لا ينمّ عن أي تغيير في السياسات الخارجية الأميركية، وتحديداً ما هو متعلق بالقضية الفلسطينية». وأضاف: «واضح أنه ليس لديهم ما يقدمونه للشعب الفلسطيني سوى محاولات الطمأنة لعباس ورئيس حكومة تسيير الأعمال، سلام فياض، وإضفاء الشرعية المفقودة عليهما وتحديداً بعد انتهاء ولاية عباس». وأضاف «كنا نأمل من أبو مازن وكلينتون اللذين أكدا احترام نتائج الانتخابات الإسرائيلية، أن يحترما نتائج الانتخابات الفلسطينية من دون ازدواجية المعايير».
إلى ذلك، استشهد مقاومان من «سرايا القدس»، الذراع المسلحة لحركة «الجهاد الإسلامي»، وأصيب خمسة فلسطينيين من المارة، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، الطبيب معاوية حسنين، إن «طائرة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية بالقرب من مسجد التوبة في مخيم جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين».
(يو بي آيكلينتون: واشنطن سترفض العمل مع حكومة فلسطينية تضم «حماس» إذا لم تعترف بإسرائيل وتتخلّ عن العنف وتلتزم بمبادئ اللجنة الرباعية