واشنطن ــ محمد سعيدغزة ــ قيس صفدي
يبدو أن التوجّه الداعي إلى محاورة حركة «حماس» يزداد يوماً بعد يوم، فبعد لقاء نواب بريطانيين الحركة الإسلامية في دمشق أول من أمس، حثّ تسعة من أبرز المسؤولين الأميركيين السابقين، بينهم مسؤول حالي في البيت الأبيض، في رسالة بعثوها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، على ضرورة «فتح حوار مع حركة حماس لتقرير ما إذا كان من الممكن تخليها عن خيارها العسكري والانضمام إلى حكومة السلطة الفلسطينية».
ومن بين موقّعي الرسالة، مستشار أوباما للشؤون الاقتصادية، بول وولكر، ومستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق جورج بوش الأب، برنت سكوكروفت، ومستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق جيمي كارتر، زبيغنيو بريجنيسكي، والسفير السابق في الأمم المتحدة والكيان الصهيوني، توماس بيكرينغ، والرئيس السابق للبنك الدولي، جيمس وولفنسون الذي كان مبعوثاً خاصاً لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي في عهد بيل كلينتون، والممثل التجاري الأميركي في عهد الرئيس الأسبق جيرالد فورد، كارلا هيلز، والمستشار القانوني للرئيس الأسبق جون كنيدي، ثيودور سورينسون، إضافةً إلى تشاك هاغل ونانسي كاسيباوم بيكر، العضوين الجمهوريين السابقين في مجلس الشيوخ الأميركي.
وقال سكوكروفت، لصحيفة «بوسطن غلوب»، إنه لا يرى «أي سبب لعدم إجراء حوار مع حماس»، مضيفاً إنه «يجب على إدارة أوباما ألا تضع عملية السلام على هامش جدول أعمالها. يجب أن يكون للولايات المتحدة موقف إزاء هذا الأمر». وأوضح أنهم «سلّموا الرسالة إلى أوباما قبل أيام قليلة من توليه مقاليد السلطة».
وأشار سكوركروفت إلى أنه تبيّن له في ما بعد أن «أوباما لا يعتزم تغيير السياسة الأميركية إزاء حماس، إذ تشترط حكومته لإجراء أي حوار معها اعترافها بشروط اللجنة الرباعية التي فرضتها حكومة بوش السابقة والمتمثلة في الاعتراف بإسرائيل، والاتفاقات التي وقّعتها السلطة الفلسطينية معها ونبذ المقاومة». إلا أنه قال: «إنني لا أرى أي سبب يمنع الحوار مع حماس».
بدوره، قال رئيس مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط، هنري سيغمان، إن «موقّعي الرسالة بصدد نشر تقرير يتضمن جدول أعمال مقترحاً لمفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية»، موضحاً أن «الرسالة التي بعثتها مجموعة التسعة إلى أوباما تدعو على الأقل إلى استكشاف إمكان وجود استعداد لدى حماس للتحول إلى حزب سياسي والانضمام إلى حركة فتح، في حكومة تدخل في مفاوضات سلمية مع إسرائيل».
وتزامن الكشف عن الرسالة مع المحادثات التي أجراها لنحو ساعتين ونصف ساعة في دمشق أول من أمس، ستة نواب بريطانيين، برئاسة وزيرة التنمية في الحكومة البريطانية السابقة، كلير شورت، مع رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، خالد مشعل. وأعرب النواب البريطانيون عن أملهم في أن يؤدي اللقاء إلى «الضعط على الحكومة البريطانية لإجراء اتصالات مباشرة مع الحركة».
وتناول اللقاء عدة أمور بينها شروط الرباعية وكيفية اقتراب «حماس» من ذلك، وكيفية الترويج لمواقف «حماس» في البرلمان البريطاني، حيث ظهر دعم متزايد للفلسطينيين بعد الحرب على غزة.
وفيما كان المسؤولون الأميركيون يدعون إلى الحوار مع «حماس»، وصل الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، أمس إلى غزة، حيث أعلن أن الحرب الإسرائيلية على القطاع «تجاوزت كل الأعراف»، وطالب بفتح المعابر مع قطاع غزة وإعادة بناء المنازل والمرافق والبنية التحتية المدمرة، كما أبدى ارتياحه وتشجيعه للحوار الوطني الفلسطيني المنعقد حالياً في القاهرة، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة إنجاح هذه «المحادثات ورأب الصدع في الشارع الفلسطيني والانتهاء من هذه الأزمة».