تنظر الدبلوماسية الفرنسية بقلق إلى التطورات السياسيّة على الساحة الإسرائيلية، مع إعلان مبادرات تجاه رفع الحصار عن قطاع غزّة، بعد أهوال اعترافات غزاة القطاع
باريس ـ بسّام الطيارة
قبل أيام من إعلان تركيبة حكومة إسرائيل الجديدة، يمكن تلمّس «رعشة حزم» في الدبلوماسية الفرنسية نحو هذه الأخيرة، وخصوصاً بعدما تواترت في باريس أخبار عن «قلق أميركي» من جراء تأليف بنيامين نتنياهو لحكومة يمينية متطرفة «تدفع نحو تعقيد الأمور»، بحسب مصدر دبلوماسي فرنسي.
ولا تستبعد بعض الأوساط أن «يلتصق (الرئيس نيكولا) ساركوزي بالقلق» رغم صداقته مع نتنياهو، وخصوصاً بعدما بدأت تتكشف أخبار وصور «هول الحرب»، التي شنتها إسرائيل على القطاع. إلا أن الهاجس الأول اليوم هو «الحصار المفروض على غزة» في ظل توقف كل أنشطة التفاوض بين الأطراف المعنية.
ورداً على سؤال لـ«الأخبار»، قال الناطق الرسمي المساعد في وزارة الخارجية، فريديريك ديزانيو، «إن فرنسا مستعدة لعودة مشاركتها في مراقبة نقاط العبور، ليس فقط بين غزة ومصر، بل أيضاً في باقي النقاط». وهو ما يوازي، حسب قول مراقب، «وضع قوة فصل دولية بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وترى فرنسا، ومعها الاتحاد الأوروبي أن «رفع الحصار عن غزة هو عامل أساسي للخروج من الأزمة ولتثبيت وقف النار». وكرر ديزانيو مقولة ساركوزي من «أن غزة لا يمكن أن تظل سجناً كبيراً من دون سقف»، في إشارة إلى الحصار المحكم.
وتقول بعض المصادر إن هذا «التغيير الطفيف ولكن البارز» مقارنة مع مقاربة سابقة كانت تقضي، «لترضية الأميركيين»، التذكير دائماً بصواريخ «حماس» إلى جانب «انتقاد مخملي» لإسرائيل، هو نتيجة مباشرة لعدد من التقارير التي حملها بعض الدبلوماسيين الأوروبيين عن «الخراب الإنساني في غزة» نتيجة الحرب الإسرائيلية.
وترافق وصول تقارير عن فداحة الخسائر في البنى التحتية والمؤسسات، مع بدء «خروج قصص الإرهاب الذي مارسه الجيش الإسرائيلي» في الصحف الإسرائيلية، وأبرزها ما رواها جنود «أكاديمية إسحق رابين» التي تناقلها بقوة الإعلام الفرنسي، وإن هو وضعها في سياق «الديموقراطية الإسرائيلية»، إلا أن هذا لم يمنع انعكاسها على صورة إسرائيل لدى الرأي العام، الأمر الذي رفع من درجة الإرباك في الدبلوماسية الغربية تجاه هذا الأمر.
وجاءت «أخبار أوامر الهدم في القدس»، التي نددت بها باريس بحزم هذه المرة مذكرة بأنها مخالفة للقانون الدولي، لتزيد من تعقيدات عمل آلة الدبلوماسية الفرنسية والأوروبية في مرحلة «تموّج الحكم في إسرائيل» بين حكومة ضعيفة «لا تستطيع إتخاذ قرارات حاسمة»، وحكومة يمينية تستعد لإعلان «عدم رغبتها في اتخاذ قرارات حاسمة».