ضمن «محاضرات عصام فارس»شدّد رئيس الوزراء البريطاني السابق، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية طوني بلير، أمس على أن «حلّ النزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي هو الهدف الأكثر إلحاحاً في العالم»، داعياً إلى «اعتماد توجّه مختلف وخلّاق حول غزة، يضمن احتواء المتشددين ويوفر لسكانها وسيلة للخروج من اليأس، كمقدمة لاستعادة الوحدة الفلسطينية واستئناف المفاوضات السلمية».
وشدد بلير، في كلمة ضمن سلسلة «محاضرات عصام فارس» في جامعة تافتس ـــــ بوسطن، على أن العالم «يجب ألا يسمح بمرور سنة أخرى من دون تقدم». وأثنى على مهمة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، مؤكداً أن «الحل المبني على الدولتين لا يزال ممكناً، إذا كنّا مصرّين، كما الرئيس (الأميركي باراك) أوباما، على التعامل مع هذه القضية بجدية». وتطرق إلى مجموعة من المبادئ، مثل «أهمية العولمة، والقيم والمعتقدات المشتركة، وترابط النزاعات الدولية، وإلى أن السياسة الخارجية المبنية على المصالح الخاصة والضيقة لم تعد تنفع».
وأوضح بلير أن «تحقيق ذلك يعني أن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، وإسرائيل ولبنان، لن تكون بعيدة، الأمر الذي سيغير المنطقة والعالم». ورأى أن «التحديات الدولية من البيئة إلى مشاكل الشرق الأوسط، تتطلب حلولاً دولية، وأن دولة قوية مثل أميركا غير قادرة على حل المشاكل والنزاعات لوحدها، لأن هذا الأمر يتطلب تحالفات دولية والاعتراف بأن أيام الهيمنة الغربية وشروطها قد انتهت». وإذ رأى أن الرد العسكري يكون أحياناًَ ضرورياً، أوضح أن «الرد العسكري الصرف لا ينجح». وعاد بلير إلى القضية الفلسطينية، داعياً إلى «تعاون بين الغرب والعالم العربي مبنيّ على العدالة والإنصاف». وأضاف أن العرب «يقولون إننا لا نتبع سياسة متوازنة، ولا نهتم بمعاناة الفلسطينيين كما نهتم بأمن إسرائيل». وتابع «علينا أن نهتم بالاثنين». وتطرق بلير إلى «المواجهة الدائرة داخل العالم الإسلامي بين تيارين؛ الأول يسعى إلى الحداثة والتعايش، والثاني يلجأ إلى تشويه الإسلام ويتحدث عن الجهاد وكأنه صراع ضد العالم». ورأى أن ذلك «لا يشكل فقط تحدياً للمسلمين، بل للغرب». ورأى أن هزيمة التيار المتشدد تتطلب «رؤية مشتركة للمستقبل، وقوة ناعمة، ودبلوماسية فعالة».
من جهته، لاحظ نجاد فارس، نجل الوزير السابق عصام فارس، أن «الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي هو العائق الرئيسي الذي يعترض العلاقات بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي»، مشيراً إلى أن «هذه المشكلة المعقّدة تاريخياً، لن تحلّ إلا إذا شارك في الحلّ قادة كبار، مثل رئيسنا الجديد باراك أوباما».
(الأخبار)