واشنطن ــ محمد سعيدتحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما ذو الأصول الأفريقية الإسلامية، أمس، عن التسامح بين الأديان السماوية، مستشهداً بروايات من اليهودية والمسيحية والإسلام، وعن بيئته الدينية واعتناقه المسيحية، وذلك خلال إفطار الصلاة القومي الذي اعتاد الرؤساء الأميركيون الجدد إقامته بعد تولّيهم السلطة.
ودعا أوباما، في كلمة ألقاها للمناسبة، إلى «الأخوّة والمودّة بين الأديان، وإلى التراحم بين الناس»، مستشهداً بحديث للنبي محمد، وذاكراً أنّ أباه قد تحوّل إلى الإلحاد بعدما كان مسلماً. وأشار أوباما إلى أن «المسيح قال لنا أن نحبّ جارنا كما نحبّ أنفسنا، بينما تنصّ التوراة على أنّه لا ينبغي أن تفعل للآخرين ما تكرهه لنفسك، فيما قال الحديث الشريف في الإسلام: لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه». وأضاف أن «الشيء نفسه ينطبق على البوذية والهندوسية».
وقال أوباما إن «الصيغة الذهبية هي أن يحبّ أحدنا الآخر وأن يعامله باحترام. ربما لا نعرفهم ولا نشاطرهم شعائرهم الدينية أو نتفق معهم في كل شيء أو أي شيء». وتابع «يتطلّب الأمر أحياناً المصالحة مع ألد الأعداء أو التخلّص من العداوات القديمة».
وأكّد أوباما أن «العقائد يمكن أن توحّد بدلاً من أن تفرّق»، وأن «نتكاتف جميعاً لإطعام الجياع وكسو العراة وإراحة المكلوم وتحقيق السلام»، موضحاً أن «هذه ليست فقط دعوة من أصحاب الأديان، لكنّها أيضاً واجب علينا كمواطنين أميركيين ومواطنين عالميين».
وأعلن أوباما إنشاء مكتب «الأخوّة في العقيدة والشراكة في الجوار»، موضحاً أنه سيكون تابعاً للبيت الأبيض، ومشيراً إلى أنه سيجري التواصل مع الفقهاء والدعاة والزعماء في مختلف أنحاء العالم لتكريس الحوار البنّاء والسلمي بشأن الأديان.
وتطرّق أوباما إلى الحديث عن بيئته الدينية، فذكر أنّه لم يتربَّ في بيئة دينية. إذ إن أباه وُلد مسلماً، لكنه ما لبث أن أصبح ملحداً، كما أنّ جدّيه لأمه كانا من المسيحيين المنهجيين والمعمدانيين، لكنّهما لم يكونا من المواظبين على العبادة، وكانت أمه من المتشككين في الأديان، «رغم أنها كانت أكثر من عرفهم حناناً وروحانية، وعلّمتني وأنا طفل أن أحبّ وأتفاهم وأفعل للآخرين ما أحبّه لنفسي». وقال إنه لم يصبح مسيحياً إلا بعد سنوات عديدة من حياته، حينما انتقل إلى ساوث سايد بشيكاغو بعدما أنهى سنواته الجامعية.
وأضاف أوباما «إن ذلك لم يحدث بسبب وحي مفاجئ نزل عليّ، بل لأنّي أمضيت شهوراً عديدة مع رجال الكنائس الذين كانوا يساعدون المكروبين، مهما كان لونهم أو موطنهم». وقال إنّه «في هذه الشوارع وفي هذه الضواحي، سمعت روح الرب تأتيني وتهديني، وهناك شعرت بأني أنادى إلى هدف أسمى، وهو هدف الرب».