رضخ بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر أمس للانتقادات التي وجّهها إليه اليهود، على خلفية القرار الذي اتخذه برفع الحظر الكنسي عن الأسقف ريتشارد وليامسون الذي ينكر وجود المحرقة، فاستغل لقاءه بما يقارب 60 شخصاً من زعماء اليهود الأميركيين ليؤكد إدانته إنكار المحرقة، ورفض الكنيسة الكاثوليكية لأي شكل من أشكال معاداة السامية.ورأى البابا أن «أي إنكار أو تخفيف للجريمة أمر لا يطاق وغير مقبول». وأضاف «الكنيسة ملتزمة بعمق وبطريقة لا عودة فيها بنبذ معاداة السامية». وتابع إن «الكراهية والازدراء للرجال والنساء والأطفال، اللذين تجليا في المحرقة هما جريمة ضد الله وضد الإنسانية». وشدد على أنه «ينبغي أن يكون هذا واضحاً للجميع، وخصوصاً أولئك الذين يتبعون الكتاب المقدس»، في إشارة إلى الأسقف وليامسون.
كذلك استشهد بنديكتوس بالبابا يوحنا بولس الثاني ليؤكد التزام الكنيسة تجاه وجود المحرقة. وقال «إذا كانت هناك صورة واحدة بعينها تجسّد الالتزام، فهي لحظة وقوفه عند الحائط الغربي في القدس، ومناشدته الله المغفرة بعد كل الظلم الذي عاناه الشعب اليهودي»، وتلا بعدها الصلاة نفسها التي ردّدها سلفه في صلاته في حينه، قائلاً «نحن حزينون جداً لتصرفات الذين ألحقوا المآسي بأطفالكم ونطلب الصفح ونرغب في تكريس صداقة حقيقية مع شعب العهد».
ونال خطاب البابا بنديكتوس استحسان زعماء اليهود الحاضرين، الذين صفقوا لتصريحاته، واعتبروا أن الازمة مع الكنيسة التي كانت قد اندلعت بسبب الأسقف قد انتهت. وقال رئيس المؤتمر اليهودي الأميركي، الحاخام مارك شناير، في معرض رده على البابا، إن مجتمعه واجه «أياماً صعبة ومؤلمة» بسبب تصريحات وليامسون. وتابع «شكراً لكم لتفهمكم آلامنا ومعاناتنا، ولكلمتك التي أعربت فيها عن التضامن مع الشعب اليهودي». كذلك رحّبت إسرائيل بتصريحات البابا. وعلّق المسؤول عن إحياء ذكرى محرقة اليهود في إسرائيل، افنير شاليف، على ما أدلى به البابا بالقول إن «البابا أولى اهتماماً لا لبس فيه لنصب المحرقة (ياد فاشيم) خلال إدانته إنكار المحرقة». وأضاف «انا متأكد من أن البابا سيصدر رسالة لا لبس فيها بشأن أهمية إحياء ذكرى محرقة اليهود في تصريحاته خلال زيارته المقبلة لياد فاشيم في القدس في شهر أيار المقبل».
وفي السياقٍ، أكد البابا بنديكتوس السادس عشر أمام الوفد أنه يحضِّر لزيارة اسرائيل. وقال «أحضر لزيارة الى إسرائيل، وهي أرضٌ مقدسة للمسيحيين واليهود، لأن جذور إيماننا موجودة هناك».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية في فييتنام، لي دونغ، أن توافقاً قد تم بين فيتنام والفاتيكان على عقد أول لقاء بينهما الأسبوع المقبل لبحث إقامة علاقات دبلوماسية بين الدولتين.
(ا ب، أ ف ب)