شرودر في طهران «لنزع فتيل التوتر» مع الغرب... وبريجنسكي يؤكّد انفتاح إدارة أوباما على الجمهوريّة الإسلاميّة طهران ــ محمد شمص
برز تصريح لافت للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، يؤكد تعاون طهران مع المفتشين الدوليين، بخلاف «تسريبات» سابقة لمضمون التقرير الأخير للوكالة، في خطوة تزامنت مع محادثات أجراها المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر في طهران، شملت كلاً من الرئيس محمود أحمدي نجاد ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني ووزير الخارجية منوشهر متكي والرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي.
لكن شرودر لم يؤكد أو ينف ما نقلته مصادر عن حمله رسالة أميركية للإيرانيين، رغم أن لقاءاته ومباحثاته تمحورت في معظمها حول ملف العلاقات الأميركية ـــــ الإيرانية، والخلاف بين طهران والغرب على خلفية البرنامج النووي.
واكتفى شرودر بتأكيد دور إيران و«تأثيرها الكبير والمهم» في المنطقة والعالم، قائلاً «لا يمكن إيجاد حلول لأزمات المنطقة من دون التعاون بينها وبين واشنطن، لذا فالحوار بينهما ضروري وملحّ». وأشار إلى وجود فرصة مع الإدارة الأميركية الجديدة لنزع فتيل التوتر مع الغرب. وقال شرودر، وفقاً لوكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، «مع الإدارة الأميركية الجديدة هناك فرصة لنهج متعدد، ليس حيال العالم الإسلامي فحسب، بل حيال العالم أجمع. وهي فرصة جيدة لإيران».
وانتقد شرودر تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي شكك في حدوث المحرقة وفي حجمها. وقال، في كلمة أمام غرفة التجارة والصناعة الإيرانية في طهران، إن «المحرقة واقعة تاريخية ولا معنى لإنكار هذه الجريمة التي لا سابق لها».
وأشار نائب رئيس البرلمان، حسين سبحاني نيا، إلى أن شرودر «لديه علاقات واسعة مع كثير من دول العالم، ويمكن أن يحمل رسائل وساطة لبلدان أخرى ويسهم في حل أزمات العالم».
في المقابل، أعربت أوساط إيرانية عن انزعاجها واستغرابها من حضور بعض الدبلوماسيين الأميركيين مراسم الذكرى الثلاثين لانتصار الثورة، في بعض الدول الغربية. وتساءل هؤلاء «هل كان حضور الدبلوماسيين الأميركيين بناءً على دعوة رسمية وعلم وزارة الخارجية الإيرانية أم لا ؟».
في هذه الأثناء، كشف المستشار الأسبق للأمن القومي الأميركي، زبيغينيو بريجنسكي، في حديث هو الأول من نوعه للإعلام الايراني، أن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قبلت حقيقة أن إيران دولة مهمة في منطقة مهمة، وأن تعاونها مفيد للجميع بمن فيهم الولايات المتحدة».
وأشار بريجينسكي، في حديث لصحيفة «إيران دايلي»، إلى أهمية مشروع قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، الجنرال ديفيد بترايوس، الداعي إلى تعاون أميركي ـــــ إيراني في شأن أفغانستان، مضيفاً «من مصلحة الجميع في المنطقة أن تشارك إيران بدور إيجابي».
من جهة أخرى (أ ف ب، يو بي آي، رويترز)، وعلى خلاف ما تسرب عن تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس الماضي، أكدت الوكالة أمس أن طهران «تعاونت جيداً» مع المفتشين الدوليين من أجل المساعدة على تأكيد عدم زيادة كميات اليورانيوم المخصّب.
وقالت المتحدثة باسم وكالة الطاقة، ميليسا فليمنغ، إن طهران «أظهرت تعاوناً جيداً بشأن هذه المشكلة، وأنها ستعمل على إظهار تقويمها المستقبلي».
وفي السياق، دعا السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، سالاي ميريدور، المجتمع الدولي إلى «تحرك فوري وجدي» ضد إيران، «بعدما أظهر تقرير للأمم المتحدة أنها تملك ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية».
ووصف ميريدور، في حديث إلى شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، التقرير بأنه مثير للقلق، مشيراً إلى أنه «يؤكد أنه مع مرور كل يوم، تقترب إيران أكثر من الحصول على قدرة نووية عسكرية».
كذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى استهجانه «الحديث عن زيارة غريبة لمسؤول فرنسي رفيع المستوى إلى طهران» هو المدير العام لوزارة الخارجية للشؤون السياسية والأمنية ومندوب «الدول الست»، جيرار آرو، مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة كان يجري إيفاد المفوض الأعلى للسياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا لإجراء محادثات مع إيران.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية في إيران، محسن دلاويز، إنه سيجري تدشين محطة بوشهر النووية (جنوب)، يوم الأربعاء المقبل تدشيناً تجريبياً.
وفي الشأن الداخلي، حجبت السلطات الإيرانية موقعي «يارينيوز» و«ياري»، على الإنترنت، اللذين يدعمان ترشّح الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي للانتخابات الرئاسة المقبلة، حسبما نقلت صحيفة «سرمايه» المعتدلة.