واشنطن ــ محمد سعيدوضعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، نهاية للتكهّنات الخاصة بالدور الذي سيؤديه اللوبي الإسرائيلي في السياسة الخارجية لحكومة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بتعيينها أحد أبرز رموزه السياسية والفكرية، دنيس روس، مستشاراً خاصاً لوزارة الخارجية لشؤون منطقتي الخليج العربي وجنوب غرب آسيا. أي إن مهامه ستغطي المنطقة العربية بكاملها، بالإضافة إلى إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان وبعض بلدان آسيا الوسطى، وهي المنطقة التي حددتها سلفها كوندوليزا رايس، تحت اسم «الشرق الأوسط الكبير».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت وود، في بيان، إن «كلينتون يسعدها تعيين روس، المبعوث السابق لعملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي في عهد زوجها بيل كلينتون، مستشاراً لشؤون هذه المنطقة»، التي رأى أن «الولايات المتحدة تخوض فيها حربين وتواجه تحديات من حيث صراع مستمر وإرهاب وانتشار نووي وسبل الوصول إلى موارد الطاقة، والتنمية الاقتصادية وتعزيز الديموقراطية وحكم القانون».
وأشار وود، في بيانه، إلى أن «وزارة الخارجية الأميركية تهدف إلى إحراز نجاح، وأنها من أجل ذلك تسعى إلى تحقيق التكامل بين تطوير سياساتها وتطبيقها عبر مجموعة من المكاتب وكبار المسؤولين». وأضاف أن الوزارة «ستطلب من روس من خلال منصبه الجديد أن يقوم بهذا الدور»، موضحاً أن دوره «سيقوم على تقديم المشورة الاستراتيجية للوزيرة كلينتون وكبار مسؤولي وزارة الخارجية بشأن المنطقة، وعرض التقييمات والعمل أيضاً لضمان انسجام السياسات الأميركية مع الأوضاع في المنطقة، والتنسيق مع كبار المسؤولين في وضع وصياغة مقاربات سياسية جديدة، والمشاركة، بناءً على طلب الوزيرة، في الأنشطة المشتركة بين الوكالات ذات الصلة في المنطقة».
وأشاد وود «بخبرة روس الواسعة ليس فقط في قضايا المنطقة بل أيضاً على مستوى التحديات السياسية والعسكرية التي تنطلق من المنطقة وتصل تداعياتها إلى خارج منطقة الخليج وجنوب آسيا». وقال «تتطلع وزيرة الخارجية قدماً للاستفادة من هذه الخبرة والرؤية الدبلوماسية». يُذكر أن التكهنات كانت تدور في البدء حول تعيين روس مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط، إلى أن تم تعيين جورج ميتشل في هذا المنصب، وهو أثار بعض الارتياح في الأوساط العربية الدبلوماسية، لما عرف عن ميتشل من مواقف قريبة من الاعتدال، على عكس روس المعروف بموالاته لإسرائيل وتحيزه لها. تحيّزه هو السبب الرئيسي في عدم تعيينه أيضاً مبعوثاً خاصاً لإيران كما كان متوقعاً، والاكتفاء بتعيينه مجرد مستشار للمنطقة، يتّسم دوره بعدم الديناميكية وبالعمل وراء كواليس الخارجية.