استهل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، جولته الثانية إلى المنطقة من أنقرة، الوسيط الرئيسي في مفاوضات السلام على المسار السوري ـــــ الإسرائيلي، مؤكّداً على الدور الهام الذي تؤدّيه تركيا في هذا المجال وعلى أنّ «حماس» جزء من عملية السلام، قبل أن ينتقل إلى إسرائيل حيث عقد لقاءات مع الزعماء السياسيين المؤيّدين والمعارضين للمفاوضات، في مقدمتهم رئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو.واللقاء بين ميتشل ونتنياهو هو الأول بعد تسمية الأخير لتأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة. ولا يجتمع الرجلان على الكثير، إذ إنّ زعيم «الليكود» المتشدّد من أبرز المؤيدين والملتزمين بتوسيع المستوطنات اليهودية، بينما ميتشل اعتبرها من الأمور التي تعرقل جهود السلام، ودعا إلى تجميدها في تقريره عام 2001.
وقال نتنياهو، بعد اللقاء، إنه لا يتوقع أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل بشأن تفكيك البؤر الاستيطانية العشوائية. ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مقرّبين من نتنياهو شاركوا في جزء من اللقاء أن «الانطباع لدى نتنياهو هو أنه لا نية لممارسة ضغوط على إسرائيل بشأن مسألة البؤر الاستيطانية العشوائية». وأضافوا أن الأميركيين لا يطلبون شيئاً من إسرائيل في هذه المرحلة «وإنما يستمعون إلى مواقفها فقط».
والتقى ميتشل فور وصوله إلى إسرائيل وزيرة الخارجية ورئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، التي قالت إنه «ينبغي تأمين الاحتياجات الإنسانية للسكان في غزة، لكن لا يجوز تمرير مساعدات بطريقة تقوّي حماس». وتطرقت إلى الموضوع الإيراني، وقالت إن «ثمة حاجة لمواصلة النشاط الدولي الرامي إلى وقف تسلح إيران بالذرة».
ووصل المبعوث الأميركي إلى إسرائيل آتياً من أنقرة، حيث رأى أن صداقة تركيا ذات الغالبية المسلمة مع إسرائيل، تُعطيها فرصة فريدة لأداء دور مهم في سلام الشرق الأوسط. وقال، بعد لقائه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، «كدولة ديموقراطية مهمة لديها علاقات قوية مع إسرائيل، تؤدّي (تركيا) دوراً فريداً، ويمكن أن يكون لديها تأثير مميز على جهودنا للتوصل إلى اتفاق سلام حقيقي».
وقال مسؤول في الحكومة التركية حضر المحادثات بين أردوغان وميتشل، إن رئيس الوزراء التركي قال للمبعوث الأميركي إن حركة «حماس» يجب ألا تستثنى من أي اتفاقية للسلام الدائم. وعلّق المبعوث الأميركي قائلاً «على الرغم من أننا لا نوافق على الأساليب التي تتبعها حماس لكن يجب ألا تستثنى من عملية السلام ويجب أن تدمج في النظام السياسي وعملية السلام».
وينتقل المبعوث الأميركي إلى أراضي السلطة الفلسطينية اليوم، حيث سيلتقي القيادات الفلسطينية.
(أ ب، أ ف ب)