لا يزال الهجوم على إيران يدغدغ المخيّلة الإسرائيلية والأميركيّة، وإن بوتيرة متفاوتة. هذا ما تكشف عنه التقارير في الأيام الأخيرة لولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي أطلق عملاً سريّاً «لتخريب» البرنامج النووي الإيراني
واشنطن ــ الأخبار
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن الرئيس الأميركي جورج بوش تملّص من طلب كانت إسرائيل قد قدمته سرّاً العام الماضي، يقضي بالحصول على قنابل خارقة للتحصينات لشن هجوم على المجمع النووي الإيراني الرئيسي، وأبلغ الإسرائيليين أنه أجاز القيام بعمل سري لتخريب ما يشتبه بأنه تطوير إيران لأسلحة نووية.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأجانب، طلبوا عدم كشف هوياتهم، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، طلب الحصول على قنابل مدمرة للملاجئ المحصنة (بانكر باستينغ بومبس) والسماح لإسرائيل بالتحليق فوق الأراضي العراقية لمهاجمة مجمع ناتانز الإيراني لتخصيب اليورانيوم.
وتابعت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، في مقدمتهم وزير الدفاع روبرت غيتس، أقنعوا بوش بأن أي هجوم على إيران لن يجدي وقد يدفع طهران إلى طرد مفتشين دوليين نوويين واتخاذ مزيد من الإجراءات لإخفاء برنامجها الذري. وأضافت أن بوش ومساعديه تحدثوا أيضاً عن إمكان أن تؤدي ضربة كهذه إلى إشعال حرب في الشرق الأوسط ستنجر إليها القوات الأميركيّة حتماً.
لكن بوش اختار القيام بتحركات مكثفة تستهدف إيران، بينها بذل جهود لاختراق شبكة الإمدادات النووية الإيرانية في الخارج، وضرب أنظمة الكهرباء والمعلوماتية الإيرانية وشبكات أخرى تعتمد عليها إيران، حسب الصحيفة نفسها. وأضافت أن الإدارة الأميركية قرّرت إطلاع إسرائيل على الجهود السريّة. وأوضحت أن مقابلات جرت على مدى 15 شهراً بين مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين ومفتشين نوويين دوليين وخبراء من الخارج ومسؤولين أوروبيين وإسرائيليين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه «على الرغم من أنه جرى إطلاع بوش بشكل مكثف على خيارات شن هجوم أميركي علني على المنشآت الإيرانية، فإنه لم يصدر مطلقاً تعليماته للبنتاغون بتجاوز التخطيط الطارئ حتى خلال السنة الأخيرة من رئاسته». وقالت إن بوش اختار بدلاً من ذلك زيادة العمل السري المكثف، معتقداً أن العقوبات المفروضة على إيران من الولايات المتحدة وحلفائها قد فشلت في إبطاء جهود إيران لتخصيب اليورانيوم.
وقال أشخاص شاركوا في البرنامج السري الأميركي إن بوش، الذي يدرك أن العقوبات المالية ضد إيران غير كافية، لجأ إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لمحاولة توجيه ضربة للبنية الصناعية الإيرانية التي تدعم برامجها النووية.
وقالت الصحيفة إن بعض مسؤولي حكومة بوش لا يزالون متشككين في فرص نجاح البرنامج السري، في ضوء ما وصفه أحدهم باقتراب إيران من تحقيق القدرة على إنتاج أسلحة. وأضافت أن آخرين يرون أنه لم يكن من الممكن منع إسرائيل من مهاجمة إيران لو أنهم يعتقدون أن لا فعالية للجهود الأميركية.
يشار إلى أن صحيفة «الغارديان» البريطانية كانت قد نشرت معلومات في أيلول الماضي عن رفض بوش طلباً من أولمرت، خلال لقائهما في 14 أيار الماضي، بقصف المواقع النووية الإيرانية. كما ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في أيلول أن واشنطن ترفض تسليم إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات. كما كانت ذكرت أن الولايات المتحدة رفضت السماح لإسرائيل باستخدام المجال الجوي العراقي إذا أرادت قصف المنشآت النوويّة الإيرانيّة.