Strong>الأسد يتطلّع إلى «حوار مثمر» مع واشنطن... و«حماس» تطالب باحترام خيار الشعب الفلسطينيخصّص الرئيس الأميركي باراك أوباما يومه الرئاسي الأول لإظهار انخراطه في الشرق الأوسط، عبر اتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، وقادة الدول المعتدلة في المنطقة، فيما أكد البيت الأبيض أن الرئيس يريد العمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزّة

واشنطن ــ محمد سعيد
أعلن المتحدث الجديد باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الرئيس باراك أوباما اتصل بالرئيسين الفلسطيني محمود عبّاس، والمصري حسني مبارك، وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، حيث تعهد بالمشاركة النشطة في الجهود الخاصة بتسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
وقال غيبس إن أوباما «انتهز فرصة أول أيام ولايته ليوصل التزامه بالانخراط النشط في عملية السلام العربية الإسرائيلية من بداية فترة ولايته، ولكي يعبّر لهم عن أمله باستمرار تعاونهم وقيادتهم». كما أعرب أوباما عن عزمه على المساعدة في تعزيز وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأعلن المتحدّث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «أن الرئيس أوباما أبلغ الرئيس عباس أن هذا أوّل اتصال يجريه مع رئيس أجنبي بعد ساعات من تولّيه منصب الرئاسة». وأضاف أن أوباما أكد لعباس «أنه وإدارته سيعملان مع الرئيس عباس كشريك من أجل تحقيق السلام في المنطقة، وسيبذل كل جهد ممكن لتحقيق ذلك من دون إبطاء، وبأسرع وقت ممكن».
وفي السياق، قال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم، في مؤتمر صحافي في جباليا، «إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام اختبار جديد في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وسنحكم عليه من خلال سياساته وخطواته العملية على الأرض، ومدى استفادته من أخطاء الإدارات الأميركية السابقة وسياساتها الخارجية المجحفة التي دمرت سمعة الشعب الأميركي». وأوضح أن «على أوباما أن يحترم خيار الشعب الفلسطيني ويدعم حقوقه المسلوبة وحقه في الدفاع عن نفسه، بعيداً عن أي ضغوط من أي طرف، أو أيّ تحيّز لمصلحة العدو الصهيوني».
وأضاف برهوم «وليكن ذلك مدعاة لكل صنّاع القرار في المنطقة، بما فيهم الإدارة الأميركية الجديدة، لمراجعة مواقفهم وإعادة حساباتهم من جديد مع حماس وشرعيتها، ومقاومة الشعب الفلسطيني وسيادته وحقوقه وثوابته».
بدوره، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، في برقية تهنئة أرسلها إلى الرئيس الأميركي الجديد، تطلّعه إلى «حوار مثمر» مبني على «المصالح المشتركة والاحترام المتبادل»، كما ذكرت، الأربعاء، وكالة الأنباء السورية (سانا).
وأوضحت «سانا» أن الرئيس الأسد هنّأ نظيره الأميركي «على خطابه بعد أداء القسم ونجاحه في إعلان سياسته التي أكد من خلالها الرغبة في إحلال السلام في العالم، واعتماد الأمل بدلاً من الخوف أساساً في مقارباته السياسية».
كذلك أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، في بيان، أنّ أولمرت أطلع أوباما، خلال مكالمة هاتفية، على الوضع في قطاع غزة. وجاء في البيان أن أولمرت «أعرب عن أمله بأن تتكلّل بالنجاح الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل ومصر والولايات المتحدة وأوروبا لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة». وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يأمل «أن نصبح (عندها) قادرين على ترسيخ وقف إطلاق النار، وعلى أن نواصل في المستقبل عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية».
ورحّب القادة السياسيون في إسرائيل بالإجماع بتسلّم أوباما مهمّاته، بمن فيهم قادة اليمين الذين عبّروا في الماضي عن تحفظات كبيرة إزاء نهجه السياسي، الذي عدّوه متساهلاً جداً تجاه أشد أعداء إسرائيل، مثل إيران.
وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون إن إسرائيل تتوقع أن «جوهر السياسة الأميركيّة لن يتغيّر»، في ظل إدارة أوباما، موضحاً أن «هذه السياسة ترتكز على مبدأين: مكافحة الإرهاب وضرورة التوصل إلى سلام على أساس دولتين»، إسرائيل وفلسطين.
أما رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو فرأى أنّ أوباما يتفهّم «ضيق» الإسرائيليين و«قسوة الأعداء الذين يقاتلونهم»، في تلميح إلى حركة «حماس». ورأى المعلّق السياسي عكيفا الدار «أن أيّ حكومة (برئاسة) نتنياهو قد تصطدم مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن ملفات أساسية مثل الاستيطان (في الأراضي الفلسطينية المحتلة) أو إيران». ولفت إلى أن «باراك أوباما أعلن دوماً معارضته للاستيطان، فيما يمثّل تعزيزه عنصراً أساسياً في برنامج الليكود»، الذي يتزعمه نتنياهو.
ورأى الدار أن تعيين السيناتور المتقاعد جورج ميتشل موفداً خاصاً إلى الشرق الأوسط يحمل «مغزى»، ولا سيما أن ميتشل كان قد وضع في الخانة نفسها الاستيطان و«الإرهاب» الفلسطيني كعاملين ينسفان عملية السلام.
وقال المدير العام لمركز الدراسات الدولية في معهد هرتسيليا، الباحث باري روبن، إن مسألة التسلّح النووي الإيراني الذي تعدّه إسرائيل تهديداً لوجودها «قد تطرح مشكلة».
من ناحيته، استبعد الخبير السياسي إيتان جيلباو «ضغوطاً أميركية وحدوث خلافات» في ما يتعلق بتسوية مع الفلسطينيين، وخصوصاً أن هذه المسألة «ليست أولوية» بالنسبة إلى أوباما.