strong>يزور موسكو في نيسان... وهيلاري تبشّر بـ«حقبة أميركية جديدة»غوانتانامو، العراق، والشرق الأوسط، ثلاثة ملفات رئيسية أراد أن يخطو باراك أوباما بها أولى خطواته كرئيس للولايات المتحدة. يريد من خلالها مع رفيقته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تدشين حقبة أميركيّة بحلة جديدة، قبل أن يتفرغ إلى الأزمة الاقتصاديّة التي تحتل المرتبة الأولى

واشنطن ــ محمد سعيد
استهلّ باراك أوباما عهده بخطوات أمنية، داخلية وخارجية، للانفصال عن العهد السابق، من خلال توقيع إجراءات تمهيدية لإغلاق معتقل غوانتانامو، والاجتماع بالقيادات العسكرية لتقديم خطة من أجل «انسحاب مسؤول من العراق»، تنفيذاً لوعده بالخروج من بلاد الرافدين في غضون 16 شهراً.
ووقّع أوباما قرارين ينصّان على إغلاق غوانتانامو في مدة أقصاها عام، ووضع حدّ للأساليب المثيرة للجدل التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه». وقال، عقب توقيعه القرارات، إنه «يجب معاملة المعتقلين بما يتفق مع القوانين، ومنع استخدام الأساليب التي تنتهك حقوق الإنسان»، داعياً المحققين إلى «الالتزام باتفاقيات جنيف». وأشار إلى أنه طلب تأجيل النظر في قضية المعتقل القطري، علي صالح المري، في قاعدة عسكرية بولاية ساوث كارولينا المعروضة أمام المحكمة العليا الأميركية إلى حين قيام وزارة العدل بمراجعة قضيته.
وكان المدير المعيّن لمجلس الاستخبارات القومي دنيس بلير قد قال في وقت سابق، في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ للنظر في تصديق تعيينه، إن القرار الرئاسي يتضمن مراجعة لعمليات التحقيق التي أجراها رجال الاستخبارات مع المعتقلين طبقاً لـ«دليل التحقيق» الجديد.
وتعهّد بلير بعدم اللجوء إلى أساليب التعذيب والتحقيقات القاسية. وقال «أتفق مع الرئيس على أن المعتقل (غوانتانامو) قد أصبح رمزاً مضرّاً للعالم، وينبغي إغلاقه». كما تعهّد بأنه لن يكون هناك تنصّت وتسجيل للمكالمات الهاتفية من دون أذون قضائية. ودعا إلى ضرورة إيجاد سبل للعمل مع إيران بشأن القضايا ذات المصلحة المتبادلة، مؤكّداً اهتمام حكومة أوباما الجديدة بالعمل مع عناصر في إيران.
وفي ما يتعلق بالعراق، تجنّب أوباما الطلب من القادة العسكريين، خلال لقائه معهم أول من أمس في البيت الأبيض بحضور نائبه جوزف بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس، سحب قوات الاحتلال الأميركي على الفور، لكنه طلب إعداد خطة لإنهاء الحرب. ومن بين الذين اجتمع معهم عبر الفيديو كونفرنس، قائد القيادة المركزية الجنرال ديفيد بيتراوس، وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو من بغداد.
وأوضح أوباما، في بيان عقب الاجتماع، «لقد طلبت من القيادة العسكرية بدء التخطيط الإضافي اللازم لتنفيذ انسحاب عسكري مسؤول من العراق»، مضيفاً أنه يعتزم أيضاً إجراء مراجعة شاملة للوضع في أفغانستان.
وانضمّت هيلاري كلينتون إلى أوباما في يوم عمله الثاني، بعدما صدّق مجلس الشيوخ تعيينها بغالبية 94 صوتاً في مقابل صوتين جمهوريين. كما صدّق المجلس تعيين سوزان رايس مندوبة لدى الأمم المتحدة.
وفي أول خطاب أمام مئات الدبلوماسيين في وزارة الخارجية، وعدت هيلاري بـ«البدء بحقبة جديدة من أميركا». وقالت إنّ «إدارة أوباما ملتزمة من أجل تحقيق الأمن القومي الأميركي، وضمان المصالح الأميركية، ونشر احترام القيم الأميركية حول العالم».
ثم أجرت اتصالات خارجية مع عدد من الرؤساء العالميين، في مقدّمهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أكدت له ضرورة تحقيق السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «كوميرسانت» أنّ أوباما سيقوم بزيارته الأولى إلى موسكو في نيسان المقبل، بعد حضور الاجتماع الستين لحلف شمالي الأطلسي على الحدود بين فرنسا وألمانيا، في الثالث والرابع من نيسان، على أن تسبقه هيلاري في زيارة إلى موسكو في آذار.

ونقلت عنه قوله إنه «حضر باهتمام حفل تنصيب باراك أوباما على شاشة التلفزيون».
ووصف أوباما بأنه بدا «صادقاً ومقتنعاً بكل أقواله، وله أفكار طيبة»، متمنياً أن «يسمحوا له بتحقيقها».
وقالت كيرشنير إن كاسترو بدا لها بصحة طيبة «مع الاهتمام الذهني الذي يميّزه دائماً».
وكانت قد سرت شائعات خلال الأسابيع الأخيرة عن تردّي صحة «الكوماندانتي»، نتيجة عدم ظهوره أو توجيهه أية رسالة لمناسبة مرور العيد الخمسين للثورة وتوقّفه عن الكتابة منذ أكثر من شهر.
(الأخبار)