لندن ــ فراس خطيباحتشد أكثر من ألفي متظاهر، أول من أمس، قبالة المقرّ الرئيسي لقناة الـ«بي بي سي» في العاصمة البريطانية، لندن، احتجاجاً على قرار إدارة القناة عدم بث «نداء غزة»، الذي أطلقته لجنة طوارئ الكوارث التي تضم 13 جمعية خيرية، بحجة أنّها قد تظهر كأنّها «ليست حيادية».
ونظم التظاهرة «ائتلاف لوقف الحرب»، ورفع المحتجون شعارات «غزّة تنزف»، مندّدين بقرار الهيئة العليا لإدارة «بي بي سي»، ومتهمين إيّاها بـ«الانحياز إلى إسرائيل»، فيما لا تزال إدارة القناة متمسكة بقرارها عدم بث النداء، رغم تزايد الضغوط.
وكان القرار قد تعرّض لانتقادات واسعة في لندن من كبرى الصحف وشخصيات سياسية ودينية وصحافيين ومسؤولين رفيعي المستوى، على اعتبار أنَّ «نداء غزّة» قضية «إنسانية وليست سياسية». وقد أصدر كبير الأساقفة، جون سينتامو، بياناً انتقد فيه قرار «بي بي سي»، موضحاً أنَّ هذا النداء «ليس نداءً من حماس تطلب من خلاله الأسلحة والذخيرة، بل نداء أطلقته لجان طوارئ الكوارث تطلب فيه المعونة. وفي رفض طلب اللجنة (لبث الإعلان) تكون البي بي سي قد اتخذت موقفاً، متنازلة عن حياديتها».
كذلك انتقد عدد من الصحف الكبرى قرار القناة، وطالبتها بالعدول عنه وبث النداء. وقالت «إندبندنت أون صنداي» إنَّ قرار «بي بي سي» ومديرها يعتمدان «مفهوماً خاطئاً للحياد». وأضافت أنّ في قرارها هذا «تعتقد أنها إذا لم تفعل شيئاً، فإنها تتجنب اتهامها بالانحياز».
وقالت «صنداي تلغراف» إنَّ بث النداء «لا يعني تأييداً لحماس ولا احتجاجاً على إسرائيل»، فيما انتقدت «الأوبزرفر» القرار، مشيرةً إلى أنَّ الامتناع عن بث النداء قد يلمح إلى أن جمع المعونات للفلسطينيين «هو عداء ضدّ إسرائيل، وقد يعني أيضاً أن العمليات العسكرية لا تخلّف ضحايا، كذلك قد يعني أن الهيئة لا تثق بتفكير جمهورها».
وهناك اتفاق بين لجنة طوارئ الكوارث ووسائل الإعلام ينص على بثّ مثل هذه النداءات في حالات الطوارئ. وقد ظهر الإعلان منذ فترة في عدد كبير من الصحف البريطانية، بينما رفضت بعض وسائل الإعلام نشره. وذكرت صحيفة «الأوبزرفر» أن القنوات، الرابعة والخامسة والـ«آي تي في»، قررت نشر الإعلان ابتداءً من اليوم، بينما لم تحسم قناة «سكاي» خيارها بعد.
وفي سياق تحركات الشارع، شهدت جامعة «كامبريدج» نشاطات مناهضة للعدوان، واعتصم عدد من الطلاب في داخل كلية الحقوق، وطالبوا إدارة الجامعة بإصدار بيان يُدين العدوان، وتخصيص منح لطلاب من فلسطينيي غزة.