باريس ــ بسّام الطيارةوبحسب المصدر نفسه، فقد كرّر كوشنير «استعداد بلاده للتعامل مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم أعضاء من حركة حماس»، مشيراً إلى «ضرورة عمل الجميع على تثبيت وقف إطلاق النار».
وقد ساهمت جولة عضو مجلس الشيوخ، فيليب ماريني، إلى المنطقة، في زيادة «امتعاض إسرائيل» من إظهار الدبلوماسية الفرنسية «بعض المرونة تجاه حماس»، وخصوصاً بعدما سرت شائعة عن حصول لقاء بين ماريني ووفد من الحركة الإسلامية. لغط اضطرّ ماريني إلى توضيحه في مؤتمره الصحافي الذي ختم فيه زيارته السورية، والذي اعتبر خلاله أن أي لقاء لن يجري في هذه الظروف مع «حماس» «على أمل أن تتغير تلك الظروف».
لكن «الأخبار» علمت من مصادر موثوقة أنّه كانت هناك إمكانية جدية للقاء ماريني مسؤولين من «حماس» والفصائل الفلسطينية الأخرى في دمشق، غير أنّ توافد الصحافة بكثافة إلى مكان اللقاء «ساهم في إلغاء الاجتماع».
وعن أي ترابط بين مهمة ماريني ومهمة النائبين الأوروبيين مونيك سوريزيه بن غيغا وجان فرانسوا بونسيه، اللذين التقيا مسؤولي «حماس» أخيراً، فقد علمت «الأخبار» أن مسؤولية النائبين هي متابعة مهمة استطلاعية بدأت في تشرين الثاني الماضي، بزيارة قاما بها إلى السعودية واليمن والإمارات وقطر.
في هذه الأثناء، كشفت بعض المصادر الفرنسيّة عن أن وفداً فرنسياً، مؤلفاً من خمسة نواب، سوف يتوجه خلال أيام إلى الشرق الأوسط في مهمة اطّلاع على «مجريات الأمور نظراً إلى الانعكاسات التي تسببها مشاكل المنطقة على الساحة الفرنسية المحلية».
من هنا، يمكن فهم «المأزق» الذي توجد فيه الدبلوماسية الفرنسية التي تواجه عدة تحديات عالمية، وتأتي في مقدمها «عودة الدبلوماسية الأميركية النشطة». وعن هذه المعضلة، يقول مراقب أوروبي إن باريس تحاول «كسب أوراق وحجز مكان لها»، عبر عدة أساليب: ــ دعم المبادرة المصرية. ــ محاولة دفع الأوروبيين للانفتاح على «حماس ما بعد حرب غزة». ــ وعسكرياً، عبر إرسال فرقاطة «لا تؤثر على الصعيد العسكري» ولكنها تثبت وجود فرنسا في المنطقة. وعن النقطة الأخيرة، أشار مصدر فرنسي رفيع المستوى إلى أن باريس تستعد لإرسال فرقاطة جديدة لتحل محل «جرمينال».
وعلى المستوى السياسي، فإن إحدى أهم العقبات أمام باريس، هي أن الرئاسة الأوروبية هي بيد تشيكيا، «المتشددة في انحيازها لإسرائيل».
كذلك تواجه باريس عقبة غير مباشرة في سبيل دفع الأوروبيين للحوار مع «حماس»، وهي «قضية مجاهدي خلق» وحذفها عن اللائحة الأوروبية للإرهاب.
وتجزم مصادر فرنسية أن باريس تمانع في رفع المنظمة المعارضة الإيرانية عن لائحة الإرهاب، بما أنها «لا تودّ الذهاب إلى مواجهة مع إيران اليوم». وهي تودّ أن «يكون التعامل مع حماس في إطار سياسي» تحت شعار «الأخذ والعطاء»، وصولاً إلى هدف «الوفاق الفلسطيني».
وعن «التواصل المباشر مع حماس»، أشار المصدر نفسه إلى أن «تركيا اليوم تتحدث باسم الحركة الإسلامية ودمشق تؤويها»، مستطرداً بالقول: «لنا ملء الثقة بالدور التركي والسوري» في الوصول إلى طريق للحل.