طهران ــ محمد شمص أثارت تصريحات رئيس حزب «كوادر البناء» الإيراني الإصلاحي، حسين كرباستشي، بشأن تأليف حكومة وحدة وطنية، زوبعة سياسية وسجالاً حاداً بين الأفرقاء السياسيين. إذ حمل المحافظون بشدة على الإصلاحيين واقتراحهم، متسائلين «هل كانت حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي، الإصلاحية، حكومة وحدة وطنية، وهي التي أقصت خمسة آلاف مدير عام من مناصبهم لمجرد ولائهم أو قربهم من المبدئيين (المحافظين)». غير أن الرئيس الإيراني الأسبق، هاشمي رفسنجاني، انبرى للدفاع عن حليفه كرباستشي، فأوضح أن أول من طرح حكومة الوحدة هو رئيس البرلمان الأسبق، الشيخ ناطق نوري، وأن منشأ هذا الاقتراح كان من المحافظين لا الإصلاحيين.
أمّا المتحدث باسم «كوادر البناء»، حسين مرعشي، وفي محاولة منه لتأكيد أن الاقتراح هو من بنات أفكار المحافظين، فأشار إلى أن «قادة من المبدئيين هم: الأمين العام لحزب «المؤتلفة» محمد نبي حبيبي، وأحد قادة الحزب حبيب الله عسكر أولادي، ونائب رئيس البرلمان محمد رضا باهنر، قدّموا تقريراً إلى رئاسة حزب روحانيت، أكدوا فيه أنه لا يمكن إدارة البلاد بوجود الرئيس محمود أحمدي نجاد، كما أنه لا يمكن إصلاحه».
لكن هذه التصريحات نفاها حبيبي بشدة، ورأى أنّها كذب محض ومحاولة مكشوفة لتبرير الإصلاحيين دعواتهم إلى حكومة الوحدة. وقال «إن حزبه لم يطرح يوماً لا علناً ولا سراً نيّته تجاوز الرئيس نجاد».
لكن لماذا يرفض أي من الطرفين الاعتراف بأنه صاحب الفكرة؟
المحافظون يرون أن الإصلاحيين يسعون إلى الخروج من عزلتهم السياسية من خلال دعواتهم إلى حكومة الوحدة الوطنية، الأمر الذي يراه الإصلاحيون قلقاً لدى المحافظين من نتائج الانتخابات، لهذا «يسعون إلى خروج مشرّف منها»، حسبما يرى مرعشي، الذي يضيف «إن أصحاب هذه الفكرة إنما أرادوا الهروب من انتخابات يكون فيها التنافس بين الرئيس نجاد وأحد الإصلاحيين كخاتمي».
وسط هذا الجدل، أكدت جبهة خط الإمام والقيادة المحافطة، في بيان لها، استحالة تأليف حكومة وحدة من دون تحديد القيم والمبادئ، في إشارة ضمنية إلى إيديولوجيات الإصلاحيين وآرائهم السياسية. ولا شك أن هذا السجال الذي لا يخرج عن دائرة التنافس الانتخابي والتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة، قد تزامن مع مجموعة مواقف داعمة لنجاد وسياساته. مواقف كانت أبرزها من عضو مجلس صيانة الدستور، آية الله علي خزعلي، الذي أعلن أن «نجاد هو مصدر فخر وعزة لمسلمي العالم وإيران».
وفي المقابل، يعقد معارضو نجاد، وبينهم شخصيات إصلاحية، قريباً مؤتمراً يحمل عنوان «النفط.. التطور والديموقراطية»، من المتوقع أن تصدر عنه مجموعة مواقف ناقدة للسياسات الاقتصادية للحكومة.