نيويورك ــ نزار عبودواشنطن ــ محمد سعيد
حيفا ــ فراس خطيب
مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الأميركي، جورج بوش، تسعى واشنطن إلى فرصة أخيرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، استكمالاً لمؤتمر أنابوليس، علّها تحقق إنجازاً تورثه إلى الإدارة الجديدة برئاسة باراك أوباما على أنه إنجازها.
ولهذه الغاية، جنّد بوش وزيرة خارجيته، كوندوليزا رايس، لتحقيق المهمة، من خلال سعيها إلى استصدار قرار من مجلس الأمن في جلسته التي تعقد غداً، على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء، يدعو إلى استمرار مسيرة التسوية السلمية في المنطقة، من خلال بحث عدد من القضايا، بينها تسوية الصراع العربي ـــ الإسرائيلي، إضافة إلى الملف النووي الإيراني، والقرصنة، والأزمة بين الهند وباكستان.
وقالت رايس، بعدما وزع مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، المشروع أول من أمس على أعضاء مجلس الأمن الدولي، إن «أي نجاح قد يتحقق مستقبلاً سيبنى على مسار أنابوليس»، وإن «واشنطن ماضية في الوقوف مع الدول العربية إذا ما واصلت الوقوف معها في وجه إيران، واختارت طريق المفاوضات الثنائية المباشرة والتطبيع قبل التسوية الشاملة».
وكمكافأة على التعاون الخليجي، سيضاف إلى لقاءات الرباعية، اجتماع جديد تحت عنوان «الأمن الخليجي»، يعقد مع وزراء خارجية المنطقة.
وتمهيداً لهذا الحراك السياسي في الساعات الأخيرة من السنة، قدمت الدبلوماسية الأميركية بالاشتراك مع روسيا، مشروع قرار في جلسة مشاورات طارئة مغلقة لمجلس الأمن، يدعو إلى تشجيع المفاوضات الثنائية المباشرة والتطبيع ودعم عملية أنابوليس.
وحظي المشروع بتأييد الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة). ويؤكد في نصه «دعم المبادئ التي تم الاتفاق عليها من أجل المفاوضات الثنائية»، والإصرار على «بلوغ الأهداف بتحقيق معاهدة سلام تحلّ القضايا العالقة، بما في ذلك القضايا الأساسية، من دون استثناء».
وحثّ المشروع الدول على «اتخاذ خطوات دبلوماسية متصاعدة بهدف تغذية العملية الثنائية من اعتراف متبادل وتعايش سلمي بين دول المنطقة، في إطار تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط». وتضمن ترحيباً بـ«دراسة اللجنة الرباعية بالتشاور مع الأطراف من أجل عقد اجتماع سلام دولي في موسكو العام المقبل».
على أن دبلوماسيين عرباً، بينهم مندوب ليبيا في مجلس الأمن الدولي جاد الله الطلحي، سجّل تحفّظاً على المشروع، قائلاً إنه «سيرسله إلى عاصمته مرفقاً باقتراح يقضي بضرورة أن يتضمن طلباً صريحاً بوقف أعمال بناء المستوطنات وممارسات المستوطنين».
ولوحظ أن الصيغة الحالية تدعو إلى التطبيع مع إسرائيل وفقاً للتقدم في المفاوضات، وليس كما ورد في مبادرة السلام العربية.
ويفترض أن يتم التصويت على القرار غداً، بعد إدخال اقتراحات وتعديلات عليه عقب اجتماع اللجنة الرباعية اليوم.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن «مجلس الأمن سيصوّت يوم الثلاثاء على قرار تاريخي، بتشجيع مكثّف من بوش، يلزم كل رئيس حكومة في إسرائيل إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين واعتراف متبادل بمبدأ دولتين لشعبين»، كما جاء في مؤتمر أنابوليس وشرم الشيخ وخريطة الطريق التي وضعتها إدارة بوش.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار مجلس الأمن المفترض سيطالب الفلسطينيين بثلاثة شروط هي، «الاعتراف بإسرائيل، والتراجع عن الإرهاب، وقبول اتفاقيات سابقة». وأضافت أن «هذا يعني أن بلورة أي اتفاق بين الجانبين سيترجم فقط عند تفكيك البنى التحتية للإرهاب على أساس خريطة الطريق».
كما سيتضمن القرار «ذكراً إيجابياً» للمبادرة العربية، لكنها لن تكون ملزمة.
وتابعت الصحيفة أنه في هذه الآونة، يعمل مندوبو وزارة الخارجية الإسرائيلية ورايس على صياغة اقتراح القرار. وقالت إن «رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أعطيا الضوء الأخضر».
ورغم أن القرار لا يحمل جديداً، ولا أيّ حل للقضايا العالقة مثل اللاجئين والقدس والحدود الدائمة، إلا أن «معاريف» وصفته بـ«التاريخي»، معتبرة أنه في حال انتخاب بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة، فسيكون «مجبراً على إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين».