أرنست خوريتأخذ حملة جمع تواقيع الاعتذارات عن «الإبادة» الأرمنية، أشكالاً عديدة في تركيا. وشملت تداعياتها الرئيس عبد الله غول، المتّهم بـ«موافقته الضمنية» على الاعتذار.
ففي 17 من الشهر الجاري، وعندما انطلقت حملة التواقيع (وصل عددها إلى 20000 حتى اليوم)، هاجم النائب «الجمهوري» عن إزمير، كنان أريتمان، الرئيس غول، مشيراً إلى أنّ رفض الأخير الاعتراض علناً على الاعتذار عن «أكذوبة الإبادة»، يعود إلى تعاطفه مع الأرمن لكون والدته أرمنية.
وقال أريتمان: «نرى أن الرئيس يؤيّد الحملة (تواقيع الاعتذارات)، رغم أنه يجدر به أن يكون رئيساً لكل الأمة التركية لا أن يكون متعاطفاً مع هؤلاء الذين يشاركونه الجذور الاثنية. ابحثوا عن جذور والدة الرئيس وستفهمون لماذا يدافع عن الأرمن».
ردّ فعل غول كان عنيفاً، إذ رأى أن تصريح النائب «إهانة بحقّ جذوره التركية والمسلمة». فبادر إلى إقامة دعوى قضائية ضدّه على اعتبار أنّ «ادعاءاته العنصرية تضرّ بالرئيس وسمعته وسمعة عائلته وشرفها وقيمها التركية والمسلمة، من النواحي الحقوقية والمعنوية».
وإلى جانب الدعوى القضائية، أصدر غول بياناً يشدد على أن والده ووالدته «تركيان مسلمان وهو ما تثبته البيانات الجينية». ولمسح «العار» المعنوي الذي سبّبته «اتهامات» النائب، اضطرّ غول إلى التذكير بأن والدته من عائلة ساتوغلو (مدينة قيصري)، وهي تركية «مسلمة مئة في المئة»، كما هي حال عائلة والده المتحدّر من مدينة قيصري أيضاً، وهي عائلة لا غبار على جذورها المسلمة التركية.
وأوضح وكيل الرئيس، عمر كوشوك قزان، أن موكّله يرى أنّه «من المستحيل أن يعوّض أي شيء أو أي مبلغ من المال عن الضرر والإهانة اللذين لحقا بالرئيس من جراء هذه الادعاءات الكاذبة»، لذلك فإنّ الدعوى لا تطالب سوى بتغريم أريتمان بمبلغ ليرة تركية واحدة، «لكي نظهر عدم عدالة هذه الادعاءات فقط».
ويبدو أنّ حزب أريتمان، «الشعب الجمهوري»، استشعر بخطر «التهمة» التي وجّهها النائب ضد غول، فطلب رئيسه، دينيز بايكال، من النائب عدم الظهور إعلامياً ولا إصدار أي بيان، من دون إذن مركزي من حزبه، إلى حين الانتهاء من القضية التي باتت في عهدة القضاء.