واشنطن ــ محمد سعيدأرقام جمع الأموال وإنفاقها قياسية في هذا الموسم الانتخابي، فقد عرض باراك أوباما دعاية انتخابية لمدة ثلاثين دقيقة كلّف بثّها وإعدادها نحو 6 ملايين دولار. كذلك فإنّ إنفاق جون ماكاين ليس بالقليل أيضاً، لكنّه لا يتعدّى نصف ما ينفق خصمه.
وسجلت حملة انتخابات الرئاسة الأميركية والتشريعية للعام الجاري سابقةً في ما يتعلق بكلفتها المالية التي وصلت حتى الآن إلى 5.3 مليارات دولار بزيادة 25 في المئة عن كلفة انتخابات عام 2004.
وذكر تقرير لمركز «ريسبونسيف بوليتيكس»، نشره على موقعه الإلكتروني، أن كلفة حملة انتخابات الرئاسة ستصل إلى 2.4 مليار دولار بحسب الوتيرة التي تسير بها، وهي ضعف كلفتها في عام 2004، مشيراً إلى أنّ المرشحين الديموقراطيين والجمهوريين قد جمعوا منذ بدء حملاتهم في كانون الثاني عام 2007 نحو 1.6 مليار دولار. وشكّلت حصة باراك أوباما وجون ماكاين لوحدهما أكثر من مليار دولار، وهي المرة الأولى التي يمكن لاثنين من المتنافسين الرئاسيين جمع وإنفاق ما يزيد على مليار دولار، من بينها 600 مليون دولار لمصلحة حملة أوباما.
ولفت التقرير إلى أنه منذ تشكيل هيئة الانتخابات الفدرالية التي تضع ضوابط تمويل الحملات الانتخابية بعد فضيحة «ووتر غيت» في مطلع السبعينيات، فإن كل حملة انتخابات رئاسية كانت قد كلّفت أكثر من سابقتها، الأمر الذي جعل المرشح الديموقراطي باراك أوباما يحتل المرتبة الأولى في جمع التبرّعات لحملته، ما أدى إلى تصاعد شعبية الديموقراطيين في أوساط المتبرعين حيث تمكن المرشحون لانتخابات الكونغرس من جمع تبرعات تزيد على 50 في المئة عما جمعوه في انتخابات 2004، ولم يستطع الجمهوريون منافستهم. ويسمح القانون الأميركي للأفراد بالتبرع بما لا يزيد على 2300 دولار لحملات انتخابات الرئاسة.
وقال التقرير إن المحامين وموظفي شركات المحاماة تبرّعوا بنحو 181 مليون دولار خلال عامي 2007-2008 يليهم العاملون في قطاع سوق الأوراق المالية والاستثمار (123 مليون دولار) والعاملون في سوق العقار (106 ملايين دولار) وفي قطاع المهن الصحية (70 مليون دولار).
وفي ما يتعلق بتبرعات الأفراد، فإن أقل من نصف في المئة من الأميركيين تبرّع كل منهم بأكثر من 200 دولار، ونحو 4 في المئة تبرّعوا بمقادير مختلفة للمرشحين، ونحو 10 في المئة تبرّع الواحد منهم بـ 4 دولارات تخصم من سجلّهم الضريبي لمصلحة نظام التمويل العام.
وكان أوباما قد أنفق مع حلول منتصف الشهر الماضي 154.5 مليون دولار على دعايات حملاته الانتخابية، وهو رقم قياسي يشكل ضعف ما أنفقه ماكاين.
ورفض أوباما الحصول على التمويل الفدرالي لحملته، الأمر الذي سمح له بعدم التقيد بحدود الإنفاق، على عكس ما فعل منافسه ماكاين الذي فضّل الحصول على الدعم الفدرالي الذي يحظر على المرشح إنفاق ما يزيد على 84 مليون دولار بعد فوزه بترشيح حزبه لانتخابات الرئاسة الأميركية.
وفي ما يتعلق بكلفة الحملات الانتخابية لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، فإن التقرير يشير إلى أن معدل ما جمعه المرشح لانتخابات مجلس الشيوخ للعام الجاري هو 8.3 ملايين دولار، فيما بلغ معدل ما جمعه المرشح لعضوية مجلس النواب نحو 1.6 مليون دولار. وأنفق المرشحون الذين يخوضون حملة الانتخاب لعضوية مجلس النواب (435 عضواً) نحو 95 مليون دولار من أموالهم الخاصة.
وقالت مديرة مركز «ريسبونسيف بوليتيكس» شيلا كرومهولز «لا يمكن الفوز بعضوية الكونغرس إذا لم يكن المرشح غنياً أو أن تكون لديه علاقات مع أناس أغنياء مستعدين لدعمه بأموالهم».