strong>ساعات وتحدد صناديق الاقتراع هوية القاطن المقبل للبيت الأبيض. العالم يحبس أنفاسه. يتحسب لمفاجآت يستبعد حصولها، وإن كان جون ماكاين لا يزال يراهن عليها. أما باراك أوباما فيبدو مشغولاً بتشكيل إدارته المقبلةقبيل ساعات من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا يبدو أن شيئاً تغيّر في صورة المعركة؛ الديموقراطي باراك أوباما لا يزال يسعى إلى استقطاب ولايات جمهورية، واعداً بالتغيير واللحمة، فيما يحاول الجمهوري جون ماكاين صدّ هجمات منافسه عن معقله، وقد حظي أمس بتأييد ديك تشيني، في خطوة كانت حملته بغنى عنها في وقتها العصيب الحالي.
ورغم تراجعه، بدا ماكاين أكثر تصميماً على تحقيق الفوز قائلاً لحشود في فيرجينيا «نحن متأخرون ببضع نقاط لكننا سنعود... لست خائفاً من القتال، أنا جاهز له، وستحاربون معي».
ويؤكد مراقبون على ضرورة عدم الاستهانة بتهديدات ماكاين، «فهو خصم شرس لا يستسلم بسهولة. بعدما كانت معركته تلتقط أنفاسها بصعوبة العام الماضي، عادت وفازت بترشيح الحزب الجمهوري».
وركّز ماكاين هجماته على المرشح الديموقراطي مشككاً في وطنيته على خلفية تصاريح كان قد أدلى بها أوباما بشأن ازدياد إيمانه بالشعب الأميركي بعد فوزه بانتخابات أليانوس التمهيدية. وقال ماكاين «وطني، لم يكن عليه يوماً أن يثبت شيئاً لي، كثيراً ما آمنت به وتشرفت بخدمته».
وظهر المرشح الجمهوري أول من أمس في برنامج «ليلة السبت مباشر» الكوميدي، مضيفاً بعض المرح إلى حملته، عندما سخر من العائدات المالية القليلة لحملته.
ويبدو أن الجمهوريين لم يتعلموا بعد من مغبة الهجمات القاسية على المرشح الديموقراطي وارتداداتها العكسية، إذ قام زعيم الكتلة الجمهورية في مجلس النواب، تود بوهنير، بانتقاد أوباما من خلال استخدام تعابير سوقية. وقال إن الفشل في التصويت بنعم أو لا، يعني أن النائب «دجاجة»، في إشارة إلى امتناع أوباما عن التصويت على العديد من القرارات داخل مجلس الشيوخ.
فردّت حملة أوباما بالقول «من المحزن أن يختتم ماكاين وأصدقاؤه المعركة بهذا الكم من الغضب واليأس».
من جهة ثانية، وفيما لا يزال الرئيس الأميركي جورج بوش يسعى للنأي بنفسه عن حملة ماكاين، أطل نائبه ديك تشيني ليعلن دعمه للمرشح الجمهوري، ويصفه بالرجل الذي يفهم المخاطر المحيطة بأميركا، ويتهجم على أوباما قائلاً إن «الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتحمل سياسة فرض الضرائب العالية التحررية لباراك أوباما وجوزف بايدن».
وانقض أوباما على تصريحات تشيني، مدّعياً أن ماكاين فاز بتأييد نائب الرئيس من خلال دعمه للسياسات الاقتصادية والاجتماعية للبيت الأبيض، مشيراً إلى أنّ «بوش وتشيني حفرا حفرة عميقة والآن يريدان تمرير المجرفة إلى ماكاين».
كما أتى ردّ أوباما على تشيني أيضاً من خلال دعاية انتخابية عُرضت أول من أمس، تُظهر التأييد الذي حصل عليه أوباما من جانب المستثمر الأميركي وارين بافيت، ووزير الخارجية السابق كولن باول، ثم تعرض مبايعة ديك تشيني السيء السمعة لماكاين.
وفي موقف محرج جديد لمرشحة نائب الرئيس، الجمهورية سارة بالين، فقد وقعت ضحية مقلب إعلامي من جانب الممثل الكوميدي الكندي، مارك أنطوان أوديت، الذي أجرى اتصالا بها مدّعياً أنّه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وجرّها في الكلام إلى أن قالت إنها يمكن في غضون 8 سنوات أن تصبح رئيسة، وناقشت معه الأمور السياسية وتحدثت عن تشيني وعن زوجة ساركوزي «الجميلة».
وفي تداعيات المعركة الانتخابية، أُجبر مؤسس شركة «كووبر» لصناعة الأسلحة وصاحب جزء من أسهمها، دان كووبر، على الاستقالة من منصبه بعدما أعلن تأييده لأوباما. وقالت الشركة، في بيان لها، «رغم أن الجميع لهم الرأي في التصويت والتبرع لمن يرونه مناسباً، إلاّ أن التداعيات لن تؤثر على كووبر وحده، بل على الموظفين وحاملي الأسهم في شركة كووبر لصناعة الأسلحة أيضاً. لذلك طلب مجلس الإدارة من كووبر الاستقالة من منصبه كرئيس».
إلى ذلك، أظهر استطلاعات «أسوشييتد برس ـ ياهو» أنّ أوباما متقدّم على ماكاين بفارق ثماني نقاط، و«غالوب» بأنه متقدّم بعشر نقاط (42 في المئة لماكاين في مقابل 52 لأوباما)، و«واشنطن بوست_أي بي سي» أنه يتقدم بفارق 9 نقاط (53 في المئة مقابل 44).
إلا أنّ حملة ماكاين قالت إن مرشحها قلّص الفارق في الأيام الأخيرة، مشيرةً إلى أنّ أوباما متقدّم عليه فقط بأربع نقاط على الصعيد الوطني.
وجال أوباما أول من أمس في نيفادا وكولورادو وميسوري، الولايات التي صوّتت للجمهوريين في الانتخابات الماضية. وقال «لدينا رياح مستقيمة خلفنا»، مضيفاً «إذا أعطيتموني أصواتكم الثلاثاء، فلن نفوز فقط في هذه الانتخابات، معاً سنغير البلاد ونغير العالم».
ومع ذلك، لا تزال المفاجآت تلقي بظلالها على الحملات الانتخابية، وكانت آخرها عمة أوباما، زيتوني أونيانغو، التي ظهرت في بوسطن، حيث تعيش بصورة غير شرعية، بعدما أصدر قاض قبل أربع سنوات قراراً بترحيلها عن البلاد. وردّت حملة أوباما على الخبر بأنّ «المرشح الديموقراطي لم يكن لديه علم بوضعيتها القانونية، ويرى ضرورة تطبيق جميع القوانين». وأعادت الحملة مبلغ 260 دولاراً كانت عمته قد تبرعت له بها خلال الأشهر الماضية.
ومن المقرّر أن يغادر أوباما ولاية أوهايو اليوم باتجاه فيرجينيا وفلوريدا، وهما ولايتان حاسمتان فاز بهما الجمهوريون في الانتخابات السابقة.
واستبعد البيت الأبيض حصول أي مفاجآت يمكن أن تقلب موازين القوى يوم الاقتراع. وقال المتحدث باسمه، توني فراتو، إن اعتقال زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن أو حصول أي مفاجأة على هذا الصعيد غير متوقع قبل موعد الانتخابات الرئاسية.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب، الأخبار)