تدفّق الناخبون الأميركيون منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، حتى قبل أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها، واصطفّوا بطوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشّحهم للرئاسة، إضافة إلى ممثليهم في الكونغرس، ما اعتُبر مؤشراً إلى الأهمية القصوى التي يوليها المواطنون لهذه الدورة «التاريخية» بكل المقاييس.ومع اتفاق شبكات التلفزة الأميركية الست الرئيسية ووكالة «أسوشييتد برس» على «عدم نشر أو تسريب معلومات حتى الساعة الخامسة مساء بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي»، اضطر الأميركيون والعالم إلى انتظار ساعات الصباح الأولى لمعرفة هوية القاطن الجديد للبيت الأبيض.
وكان نحو 24 مليون ناخب، أي ما نسبته 20 في المئة من المسجلين في القيود الرسمية، قد شاركوا منذ 20 أيلول الماضي بالتصويت المبكر فيما يفترض أن يكون نحو 130 مليون ناخب قد أدلوا بأصواتهم بعد حملة انتخابية مضنية، استمرت نحو 21 شهراً، وفاقت كلفتها خمسة مليارات دولار، كانت حصة مرشحي الانتخابات الرئاسية الاثنين، باراك أوباما وجون ماكاين أكثر من مليار دولار.
ولم تقع أي حوادث تُذكَر خلال الاقتراع. وفي نيويورك وفلوريدا، كانت شبكة المقاهي «ستاربكس» تقدم مشروبات ساخنة مجاناً للناخبين المنتظرين أمام مكاتب الاقتراع.
وعلى طول الطرق المسماة باسم مارتن لوثر كينغ أو مالكوم اكس، كان سكان شارع «هارلم» الشعبي الشهير (شمال نيويورك)، يقترعون بحماسة ويعطون كلهم تقريباً أصواتهم لأوباما من دون أن يساورهم شك في فوز مرشحهم.
وفي ظل طقس جميل في نيويورك، استفاق بالتدريج «هارلم» الذي تقطنه أغلبية من السود والذي كان يشتهر بالعنف والخطورة. وأمام مكتب اقتراع أُقيم في مبنى إداري، كان رامون كينونوس، وهو موسيقي محترف في الثالثة والأربعين من عمره، يتحدث بزهو عن المرشح الديموقراطي. وقال الرجل، الذي يشترك في مجموعة تأسست لتأييد أوباما، وتطلق على نفسها اسم «هارلم لأوباما» وتقوم بنشاط ملحوظ منذ أشهر في نيويورك: «سيفوز، بالطبع سيفوز».
وفي الشارع، كان بائع فواكه وخضروات قد هاجر من التيبت يضع بضاعته على طاولة ويعرب عن أسفه لأنه لن يتمكن من الاقتراع: «لم أحصل على الجنسية بعد ولكنني سأحصل قريباً على تصريح عمل»، بالتالي فأمله بالاقتراع مؤجَّل إلى الدورة المقبلة.
أمّا هيسيكيا سامبتر (72 عاماً)، الذي كان يعمل حارساً في أحد المباني، فأشار إلى أنه كان يعطي صوته في السابق للجمهوريين، قبل أن يستدرك قائلاً «لكنني اليوم سأختار أوباما. فأنا أحب الطريقة التي يتكلم بها وأظن أنه يمكن أن يساعدنا وأنه سيفعل ما يتعهّد به».
بدورها، تسال أندريا فرانكس (46 سنة) ابنتها «إلى من سيعطي أوباما الأموال في رأيك»؟ وتجيب الطفلة «إلى المدارس والمستشفيات». وعندها تقول أندريا بفخر «حان الوقت لكي يكون لدينا رئيس ذكي لديه أفكار».
أما نيا (21 سنة) التي تعمل في محل للملابس فتقول «لا يمكنني أن أقبل منع الإجهاض، فهناك حالات اغتصاب وحالات حمل مبكر للغاية لا حلّ معها إلا الإجهاض، وأوباما يؤيد هذا الخيار».
ويواسي مايكل سميث نفسه في نيويورك بأنه «كانت السنوات الثماني الماضية شيئاً مريعاً» وهو يقف في طابور الاقتراع الطويل في نيويورك. وأضاف الرجل البالغ الرابعة والخمسين من العمر «في نهاية المطاف، الناس يقترعون اليوم لهذا السبب، لاختيار قيادة جديدة»، موضحاً أنه سيقترع لأوباما الذي ترجّح الاستطلاعات فوزه.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)