رغم الترحيب الرسمي الإسرائيلي بانتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، إلا أن حالة من القلق والترقب تسود الأوساط الإسرائيلية إزاء المقاربة التي سيعتمدها الرئيس الجديد لملفات المنطقة، وفي مقدّمها المشروع النووي الإيراني.وفي هذا السياق، طمأنت وزيرة الخارجية، رئيسة حزب «كديما» تسيبي ليفني، الجمهور الإسرائيلي بالقول إن «الرئيس أوباما يوافق على المبادئ السياسية لإسرائيل». وأكدت، في مقابلة لها مع الإذاعة الإسرائيلية، إن هذا الموقف تبيّن لها خلال زيارة أوباما إلى إسرائيل، وخلال زيارتها هي إلى الولايات المتحدة. وأعربت عن تقديرها بأنه «لن يحصل تغيير في الموقف الأميركي إزاء عملية السلام في المنطقة».
وفيما أكدت ليفني عدم وجود فروق جوهرية بين رؤية إدارة أوباما وإدارة جورج بوش الحالية للملف النووي الإيراني ولحلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أقرّت بإمكان وجود بعض التباين مع إدارة الرئيس الجديد يتعلق بكيفية «منع إيران من الحصول على السلاح النووي». لكنها شددت على أن الولايات المتحدة في عهد أوباما «لن تكون على استعداد لقبول إيران نووية». ورأت أن أي حوار تمهيدي مع إيران سيعتبر «إشكالياً في الوقت الذي تظن فيه إيران أن العالم أخفق بفرض العقوبات عليها». وتابعت أن «حواراً في هذه المرحلة يمكن تفسيره على أنه علامة ضعف. ويمكن تفسير ذلك في الولايات المتحدة وأوروبا بصورة تختلف عن العالم العربي».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن عدداً من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية باتوا مقتنعين بأن بوش سيمتنع عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خلال الأسابيع الباقية له في البيت الأبيض، كما انه ليس واضحاً بالنسبة إلى إسرائيل بعد ما إذا كان بوش سيعلن فتح مكتب مصالح أميركي في طهران، الأمر الذي يعني حينها، «إلغاء الولايات المتحدة للخيار العسكري لأنه سيكون في هذه الحالة دبلوماسيون أميركيون في إيران».
في الوقت نفسه يقدّر المسؤولون الإسرائيليون أنه في حال فشل الحوار مع إيران فإن أوباما سيهاجمها. وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن «تصريحات أوباما خلال حملته الانتخابية كانت إيجابية، لكننا سننتظر ونرى». وقدرت الصحيفة أن «أسلوب معالجة الملف الإيراني من شأنه أن يثير خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة في حال استمرار إيران بتطوير برنامجها النووي خلال الحوار مع الولايات المتحدة، أو في حال وصول الحوار إلى معادلة ديمونا مقابل نتانز»، أي وقف البرنامج النووي الإيراني في مقابل تفكيك السلاح النووي الإسرائيلي.
إلى ذلك، يتوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في نهاية الشهر الجاري إلى واشنطن للقاء بوش سعياً للاتفاق على صفقات أسلحة وزيادة المساعدات العسكرية الأميركية السنوية لإسرائيل.
وأوضحت «هآرتس» أن لقاء أولمرت مع بوش سيكون لقاءً وداعياً، إذ سيُجمل الأول خلاله ملف المطالب الإسرائيلية الذي سيتم تمريره إلى الإدارة الأميركية الجديدة. وسيوضح أولمرت لبوش أن «ميزانية الأمن الإسرائيلية وخطة العمل التي وضعها الجيش الإسرائيلي تستندان إلى اتفاق المساعدات وأنه يحظر المسّ بهذه المساعدات».
وتخشى إسرائيل من أن يقلّص أوباما هذه المساعدات على الرغم من أنه تعهّد في خطاب ألقاه في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيل في نيسان الماضي، أن يحافظ على هذه المساعدات. كما أن مستشارة أوباما لشؤون السياسة الخارجية سوزان رايس أكدت أخيراً هذا التعهّد خلال اجتماع مغلق مع نشطاء منظمة إيباك (اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة).
(الأخبار)