باريس ـ بسّام الطيارةمنذ صدور نتائج التصويت على مشاريع برامج المرشحين لقيادة الحزب الاشتراكي، التي وضعت سيغولين رويال في المقدمة، يحاول الخاسرون تجنّب طرح السؤال المصيري: هل منافسة نيكولا ساركوزي مرشحة فعلاً لخلافة أبي أولادها فرانسوا هولاند المنتهية ولايته على رأس الحزب؟
«نعم، رويال مرشحة لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي»، هو ما أكده أمس أكثر من مقرب من تيارها. وعلمت «الأخبار» من مصادر حملتها أنها تستعد لطرح مشروع برنامج جديد تحت عنوان «تجديد الحزب» يأخذ بالاعتبار بعض طروحات برامج الآخرين، و«يوضح موقف تيارها من التحالف مع الوسط».
وأشارت هذه المصادر إلى أن «الهدف الأول هو توحيد اليسار وبعد ذلك الالتفات إلى ما يمكن فعله على أساس الطروحات الاشتراكية للحزب».
وقد فاجأ ترشح رويال منافسيها، بعدما كانت قد شددت الاسبوع الماضي على أنها وضعت «ترشيحها في البراد». ويقول أكثر من مقرب منها إنها لا تستطيع «تجاهل أصوات الأكثرية» التي أيّدت مشروعها يوم الجمعة الماضي تحضيراً لمؤتمر ريمس (غرب فرنسا) حيث سيختار حزب المعارضة الأول، زعيمه الجديد.
ويرى أكثر من مراقب أن رويال أرادت «قطع الطريق على ترشيح أي من الخاسرين» خصوصاً في ظل بعض التسريبات التي أرادت وضعها في مجابهة عمدة باريس برتران دولانويه الذي حل ثانياً في انتخابات الأسبوع الماضي.
ومن المؤكد أن نتيجة التصويت جاءت لتزيد من ثقة رويال بنفسها بعد تعرّضها لحملة إعلامية «وقف وراء أغلبها اشتراكيون»، حسب قول مقرب رئيسي منها، أوضح أن هؤلاء «سرّبوا أوراقاً تقول إنها لن تحصد ٥ في المئة من أصوات الحزبيين»، وهو التكتيك نفسه الذي استعمل ضدها في الانتخابات الرئاسية. واعترف هولاند ضمنياً بهذه النتيجة لمصلحة مساكنته السابقة حين قال «من الطبيعي أن يحل في الصدارة من يقدم مشروعاً توافقياً»، علماً بأن هولاند كان قد دعم بقوة دولانويه.
ويرى كثر من متابعي تفاصيل حزب «الفيلة»، أن رويال حصدت نتائج «عملها على الأرض»، إذ إنها «تجول في فرنسا طولاً وعرضاً»، بينما «ينهمك منافسوها بنقاشات ومعارك بيروقراطية داخل الحزب». وقد أظهرت استطلاعات جديدة أن ٥١ في المئة من الفرنسيين يؤيّدون وصولها إلى رأس الحزب الاشتراكي ويرون فيها «معارضاً رئيسياً لساركوزي». وعلمت «الأخبار» أن فريق رويال بدأ التحضير لتغيير هيكلية الحزب التنظيمية، بحيث يستحدَث منصب رئيس للحزب وأمين عام مساعد، على أن تتولّى رويال الرئاسة وتتفرغ للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ما زالت «هدفها الأساسي».