أولمرت: لن نسمح لأنفسنا بالعيش تحت تهديد السلاح النوويّ الإيرانيّstrong>يبدو أن تل أبيب قد حسمت أمرها ووضعت باراك أوباما أمام خيارين لا ثالث لهما: إما وقف البرنامج النووي الإيراني أو ضربه، على قاعدة أن «إيران تواصل التقدم نحو امتلاك السلاح النووي، وإسرائيل لن توافق على ذلك»واصلت إسرائيل إطلاق تهديداتها المبطنة ضد إيران، مستبقة المقاربة الأميركية الجديدة حيال الملف النووي للجمهورية الإسلامية. وشدّدت على عدم إمكانها التعايش مع فكرة امتلاك طهران للسلاح النووي، مشيرةً إلى أن كل الخيارات «ما زالت مطروحة على الطاولة».
وقال رئيس الشعبة السياسية ــــ الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، إن تل أبيب «لن تتساهل أبداً مع امتلاك طهران لسلاح نووي، يعدّ تهديداً وجودياً لإسرائيل»، مشيراً إلى أن «اسرائيل لا تزال تدعم الجهود الدبلوماسية والاقتصادية لردع إيران، إلا أنها تبقي الباب مفتوحاً أمام كل الخيارات»، في إشارة منه إلى الخيار العسكري وضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وشكك جلعاد، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، في وجود تعقيدات عملية تمنع اللجوء إلى الخيار العسكري، مشيراً إلى ما قيل قبل 27 عاماً من أنه «لا يمكن تنفيذ ضربة للمفاعل النووي في العراق»، مؤكداً أن «الضربة كانت ناجحة في الحقيقة». بيد أنه شدد في المقابل على أن «الشعب الإيراني ذكي ولديه قدرات، لذا فإنّ التحرك العسكري سيكون تحدياً كبيراً، لكن إن أتى هذا اليوم وجرى اعتماد الخيار العسكري، فإن المهم هو النتيجة». وأضاف إن «إسرائيل لن تتصالح مع وجود إيران نووية، ليس لأنها قادرة على الضغط على الزرّ، بل لأن مجرد امتلاك النظام الإيراني لهذا السلاح، يعني تهديداً وجودياً» على الدولة العبرية.
وشكك جلعاد في جدوى المقاربة الأميركية التي ينوي الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، سلوكها مع إيران، مشيراً إلى أن «الضغط الدبلوماسي على دولة مصممة إلى هذا الحد، سيبطئ المشاريع (النووية لديها)، لكنه لن يتمكن من إيقافها».
أما بالنسبة إلى الضغط الاقتصادي، فرأى جلعاد أنه قد ينجح لو كانت إيران تواجه «عزلة كاملة ولكن هذا الأمر لا يحدث»، مشيراً إلى «أنه لا يحول دون تقدّم المسار الخطير نحو قيام إيران نووية».
وقال جلعاد «سيستمرون في مساعيهم، والصورة واضحة فهم يطوّرون المزيد من الصواريخ كما يعملون في تخصيب اليورانيوم». وأوضح أنه «لا يمكن إعطاء المزيد من التفاصيل، فالشرح يساعد العدو في حربه ضد إسرائيل، والاختبار يكون في النتيجة، سواء كنا قادرين على الحؤول دون قيام هذا التهديد الخطير، أم لا».
وفي السياق، قالت صحيفة «هآرتس» إن «صراعات داخلية في إدارة جورج بوش منعت تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران»، مشيرة إلى أن «إسرائيل كانت تنظر بجدية إلى هذا الخيار، لكنه لم يتحوّل إلى قرار».
وقال معلق الصحيفة للشؤون الأمنية، امير اورن، المعروف بقربه من المحافل الأمنية الإسرائيلية، إن أوباما «سيكون ملزماً بالتعامل مع حقيقتين أبديتين: أن إيران تواصل التقدم نحو امتلاك السلاح النووي، وأن إسرائيل لن توافق على ذلك»، ملمّحاً إلى بقاء الخيار العسكري قائماً رغم أن «التغييرات في الواقع السياسي كانت أسرع من التغييرات على الصعيد التكنولوجي ــ العسكري، وبالتالي فإن هناك نقلاً للقرار إلى إدارات جديدة، إلى الرئيس الأميركي المنتخب، وإلى الشخص الذي سيكون رئيساً للحكومة الإسرائيلية المقبلة، ومنهما إلى الاستخبارات وسلاح الجو والمستشارين العسكريين».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، قوله خلال اجتماع مع سفراء الاتحاد الأوروبي أول من أمس في تل أبيب، إن «إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بالعيش تحت تهديد إيران تملك سلاحاً نووياً»، معرباً عن أمله بأن يواظب أوباما على السياسة الأميركية المعلنة التي بموجبها لن توافق الولايات المتحدة على أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً.
في المقابل، قال العضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، النائب محمد كرمي راد، إن انتهاج سياسة العصا والجزرة مع بلاده غير مفيد، مؤكداً أن نشاطات إيران النووية تنجز بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال كرمي راد، تعليقاً على اجتماع مجموعة «5+1» الذي لم يفضِ إلى أي نتيجة في باريس أول من أمس، «لو أراد الغرب أن يضع العصي في دولاب المفاوضات ويخلق أمامها العراقيل فإن مجلس الشورى الإسلامي سيرد بحزم»، واصفاً «إجراء المحادثات إلى جانب العقوبات» بأنه من دون جدوى.
من جهة أخرى، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، أنه «من الممكن أن تجرى قريباً اتصالات جديدة» مع إيران في مسعى لحسم الخلاف حول برنامجها النووي.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)