strong>مسلم تركيّ الأصل رئيساً لحزب الخضربرلين ــ غسان أبو حمد
حقّق حزب «البيئة ـــ الأخضر» هذا الأسبوع أول انعطافة سياسية كبرى في التاريخ الألماني، تجلّت بفوز سيم أوزديمير (مسلم من أصول تركية) برئاسته عبر صناديق الاقتراع. خطوة سياسية مميّزة، في بلد كألمانيا، متّهم بالتشاوف والكبرياء، لاقت ترحيباً شعبياً واسعاً، تجلّت آثاره في اليومين الماضيين داخل العاصمة والمدن الألمانية الكبرى، عبر رفع صور أوزديمير وشعاراته السياسية على سيارات الأجرة (معظم سائقيها من الجالية التركية)، وعلى واجهات المحال التجارية والمطاعم في الأحياء التركية، ما دفع بوسائل الإعلام الألمانية إلى اعتبار انتخابه انعطافة «اجتماعية ـــ سياسية»، على خطى التحوّل السياسي الأخير الذي حققه المرشح الأسود باراك أوباما الذي بات رئيساً لأميركا، وهي تبشّر بإمكان «مستشار تركي» قيادة ألمانيا في المستقبل القريب ـــ ربما.
وتجلّى تأثير الحدث السياسي الأميركي الأخير (انتخاب رئيس أسود) على الواقع الألماني من خلال رفع بعض مناصري رئيس الحزب الأخضر «التركي»، شعارات سياسية تدعو إلى التغيير، شبيهة بشعارات الحملة الانتخابية للرئيس أوباما، لكن عبر التلاعب على الكلمات، مثل «Yes ، We Cem».
وتعدّ خطوة انتخاب سيم أوزديمير (42 عاماً) بنسبة 80 في المئة من أصوات القاعدة الحزبية، رئيساً لحزب «البيئة ـــ الأخضر» بمثابة انطلاقة جديدة لهذا الحزب الفتيّ في تاريخ العمل السياسي، مقارنة بأحزاب سياسية عريقة تركت آثارها وبصماتها على التاريخ الألماني والأوروبي بصورة عامة.
وحزب «البيئة ـــ الأخضر» أدّى منذ انطلاقته في عام 1986، في معظم الدول الأوروبية، دوراً مميزاً من خلال حصر سياسته باستراتيجية السلام والأمن والحرص على سلامة البيئة والإنسان. شعارات لاقت ترحيباً واسعاً لدى الناخبين الألمان والأوروبيين، الذين وجدوا فيها مجالاً رحباً للعمل السياسي، بعيداً عن انعكاسات حرب «المعسكرين الشرقي والغربي».
ولد أوزديمير في عام 1965 في ألمانيا، من عائلة تركية هاجرت مبكراً إلى هذا البلد. وحصّل تعليمه في المدارس والجامعات الألمانية، لينال دبلوماً في العلوم السياسية والاجتماعية. يتميز بروح دعابة ويكره الألبسة الرسمية وربطات العنق، ويرتدي بنطال «جينز» وسترة سبور، إلى درجة حمله لقب «السياسي السبور». قال، في أول تصريح لوسائل الإعلام بعد انتخابه، «إنها الخطوة الأولى لكل من يعمل لمصلحة المحافظة على الأمن، وبالتالي سلامة البيئة والإنسان».