وأخيراً، بات للحزب الاشتراكي الفرنسي «زعيمة» هي مارتين أوبري، التي دعمتها كل التيارات في الحزب لمواجهة سيغولين رويال، في ظل الحديث عن صفقة لإرضاء الأخيرة
باريس ــ بسّام الطيارة
وجّه المجلس الوطني في الحزب الاشتراكي الفرنسي، الذي لا تملك فيه سيغولين رويال أكثرية، ضربة شديدة لطموحاتها بتأكيده فوز مارتين أوبري بالأمانة العامة للحزب، بعد إعادة عدّ الأصوات، التي خلصت إلى أن «الفارق هو ١٠٢ لا ٤٢ صوتاً».
وقد خفّف فريق رويال من لهجته ومن تلويحه بـ«اللجوء إلى القضاء»، رغم أن عدداً من المقربين من الزعيمة، التي خسرت «بسبب تكالب الفيلة لسد الطريق أمامها»، لا يزالون يطالبون بالعودة إلى صناديق الاقتراع لجولة ثالثة. وقال النائب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، فينسنت بيون، الذي يعد من أقرب مساعدي رويال، «من أجل شرعية الزعامة ووحدة الحزب نحن نحتاج إلى اقتراع يمحو كل الشبهات»، في إشارة إلى أن فريق رويال، حتى لو قبل بالنتيجة مرغماً، فإنه غير مستعد لـ «تسهيل عمل أوبري» وسيكون لها بالمرصاد، ذلك أن رويال كانت قد صرحت مراراً بأنها لن تخرج من الحزب، وأنها تسعى إلى تغييره عبر «عملية تجديد وانفتاح». ويرى مراقبون أن رويال، رغم خسارتها، باتت ذات وزن في الحزب، ولم يعد ممكناً التقدم في إصلاحات داخله من دون الأخذ بالاعتبار قوتها المتزايدة. إذ يلاحظ هؤلاء أنه بعد تقدمها في الانتخابات الداخلية وحصولها على ما يعادل نصف أصوات المحازبين، ها هي تتقدم أيضاً داخل المجلس بحصولها على ٧٩ صوتاً في مقابل ١٥٩، أي إنها حصلت على أكثر مما كان متوقعاً، ما يشير إلى إمكان «جذبها عدداً من المنتسبين لتيارات تكاتفت ودعمت أوبري».
في المقابل، فإن أوبري، الشهيرة بأنها صاغت قانون خفض عدد ساعات العمل من ٣٩ إلى ٣٥ ساعة أسبوعياً، وهو ما ألغاه الرئيس نيكولا ساركوزي بجعل «تطبيقه اختيارياً»، لا تملك مقدرة قيادة الحزب بسبب «تنافر قاعدتها» التي لا يجمعها «سوى كره رويال»، والتي يمكن أن تنفجر عند أول احتكام يتعلق بتوجهات الحزب الإيديولوجية، بين مؤيدين ليسار راديكالي وبين من يطالب بتحويل الحزب إلى مسار اشتراكي ديموقراطي شبيه بالحزب الاشتراكي الألماني أو حزب العمال.
ويتوقع البعض أن ينتقل عدد كبير جداً من مؤيدي هذا التيار إلى صفوف رويال لدعم ترشحها لانتخابات الرئاسة في ٢٠١٢ كما أعلنت أمس. فالاشتراكيون يتوقون لـ«انتصار انتخابي» بغياب أي انتصار في الانتخابات النيابية منذ عام ١٩٩٧، وانتخابات الرئاسة التي خسروها ثلاث مرات، فيما يرى عدد متزايد من المحازبين أن رويال هي الوحيدة القادرة على منافسة ساركوزي.