strong>فريق أوباما للخارجيّة والأمن القومي والاستخبارات إلى العلن الأسبوع المقبليحتفل الأميركيون اليوم بعيد الشكر وتبدأ عطلة لمدة أسبوع، يتوقع مع انتهائها أن يعلن باراك أوباما تشكيلة طاقمه الحكومي الأساسية من الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات والأمن القومي

واشنطن ــ محمد سعيد
يعتزم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما استكمال تشكيل أطقم إدارته الأساسية للأمن القومي والسياسة الخارجية الأسبوع المقبل بعد عطلة عيد الشكر، بعدما أعلن خلال الأسبوع الجاري أسماء طاقمه الاقتصادي الخاص بالإنفاق والترشيد. ومن المرجّح أن يبقي على وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس في منصبه.
وذكرت مصادر فريقه الانتقالي أنه ينوي الإبقاء على غيتس في منصبه على الأقل للسنة الأولى من إدارته. وأشار مسؤولون في وزارة الدفاع والفريق الانتقالي إلى أن غيتس (65 عاماً) عدل عن قرار سابق بالتقاعد والإقامة في ولاية واشنطن، ووافق على ترشيحه.
وأضافت المصادر أن وزير الدفاع سيظل في منصبه مؤقتاً لمدة قد لا تتجاوز العام، ليفي بوعد قطعه أوباما على نفسه خلال حملته الانتخابية بأن تضم إدارته الديموقراطية مسؤولين من الحزب الجمهوري.
واشتكى بعض مستشاري أوباما من أن قرار ترشيح غيتس، الذي يتولى منصبه الحالي منذ 18 كانون الأول 2006، يتعارض مع تعهداته بإنهاء الحرب على العراق. غير أن آخرين جادلوا بأن وزير الدفاع موظف عام في نهاية المطاف، وهو سيعمل على تنفيذ سياسة الرئيس التي تدعو إلى سحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق في غضون 16 شهراً، رغم أنه سيعمد على الأرجح إلى أن يربط ذلك بتحسن الظروف على الأرض.
كذلك يجادل هؤلاء بأن غيتس يحظى باحترام أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، الأمر الذي يسهّل التصديق على تعيينه، فضلاً عن كونه عضواً في لجنة دراسة العراق التي قدّمت توصياتها قبل عامين، ومن بينها العمل على استكشاف «انخراط بناء» مع إيران وسوريا.
وكان أوباما قد قرر ترشيح الجنرال المتقاعد جيمس جونز (65 عاماً) مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض. ويتولى جونز، الذي شغل منصب قائد قوات حلف شمالي الأطلسي قبل أن يتقاعد في العام الماضي بعد 40 عاماً من الخدمة، حالياً منصب المنسق الأميركي لشؤون قوات أمن السلطة الفلسطينية وتعاونها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وهو من كبار منتقدي قرار الحرب على العراق.
وكانت تقارير قد ذكرت أن أوباما لم يتوصل إلى اتفاق نهائي مع غيتس أو جونز وأن هناك قضايا لم تحسم بعد. ونفى مصدر مقرب من جونز إبرام اتفاق مع أوباما، قائلاً «من المؤكد أنه جرت مناقشات، لكن لم يتخذ أي قرار رسمي والمناقشات والمشاورات مستمرة في الجانبين».
ولمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي إيه»، دافع المرشح جون برنان، المرتبط ببرامج الاستخبارات المثيرة للجدل بشأن أساليب الاستجواب التي أمر بتنفيذها جورج بوش، في رسالة، عن سجلّه الوظيفي لنحو 25 عاماً، ووصف نفسه بأنه «مناهض قوي» لأساليب الاستجواب القاسية، على خلفية الانتقادات التي وُجهت له بعد تداول اسمه مرشحاً للمنصب. غير أنه سبق أن أدلى بتصريحات علنية تتضمن دفاعه عن الاعتقال السري وإرسال المشتبه فيهم بالإرهاب إلى بلدان تمارس التعذيب ضدّ المعتقلين.
وكان برنان قد تولى منصب رئيس محطة الـ«سي آي إيه» في العاصمة السعودية، الرياض، في التسعينيات، كما كان أول مدير للمركز القومي لمكافحة الإرهاب.
وتقول مصادر في الفريق الانتقالي إن من بين المرشحين لمنصب مدير الوكالة الاستخبارية، دونالد كير، المسؤول السابق في الوكالة ونائب مدير مجلس الاستخبارات القومي، إضافة إلى جين هارمان، الرئيسة الديموقراطية للجنة الفرعية للاستخبارات في مجلس النواب.
ومن بين الأسماء المرشحة للتعيين في طاقم الأمن القومي والسياسة الخارجية، مستشارة أوباما في السياسة الخارجية، سوزان رايس، لمنصب المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة؛ والرئيس السابق لهيئة موظفي وزارة الخارجية، توماس دونيلون، لمنصب نائب مستشار الأمن القومي؛ ووزير البحرية السابق، ريتشارد دانزيع، لمنصب نائب وزير الدفاع. كما يتوقع أن تشمل التعيينات المرتقبة الأسبوع المقبل، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إدارة بيل كلينتون، جيمس ستاينبرغ، لمنصب نائب وزير الخارجية. أما القائد السابق للقيادة الأميركية لمنطقة المحيط الهادئ الأدميرال دينيس بلير فقد يعين مديراً للمجلس القومي للاستخبارات خلفاً لمايكل ماكونيل. فضلاً عن إعلان ترشيح السيناتور هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية.