ارتفاع حصيلة القتلى إلى 125... و15 إسرائيليّاً محتجزون في مركز يهودي
أعادت تفجيرات مومباي، التي لا تزال تداعياتها مستمرة، تأجيج التوتر بين الهند وباكستان على خلفية إلقاء مسؤوليتها على مسلحين قدموا من باكستان، التي رفضت هذه التهمة، في وقت لم تفلح فيه جهود الشرطة، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، في إنقاذ كل الرهائن
أعلنت نيودلهي، أمس، أنّ منفذي الاعتداءات الدامية التي استهدفت عاصمتها الاقتصادية، مومباي أول من أمس، جاؤوا من باكستان، التي دعت جارتُها إلى عدم التسرع في رمي الاتهامات، فيما ارتفعت حصيلة سلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت أكثر من عشرة مواقع سياحية إلى 125 قتيلاً، فضلاً عن مئات الجرحى. ولا تزال الأزمة مستمرة مع احتجاز المسلحين لأكثر من 200 رهينة.
وأعلن رئيس الوزراء الهندي، مانهومان سينغ، أن المجموعة التي نفذت اعتداءات مومباي «مقرّها في الخارج»، موجهاً تحذيراً إلى «دول مجاورة». وقال: «من الواضح أن الجماعة التي نفذت هذه الهجمات مقرّها خارج البلاد، وجاءت وهي مصممة تصميماً تاماً على إشاعة الفوضى في العاصمة التجارية لبلادنا». وأضاف: «سنُفهم جيراننا أننا لن نتسامح مع استخدام أراضيهم لشن هجمات علينا، وأن عدم اتخاذهم الإجراءات المناسبة سيكون له ثمن». وذكر مسؤول عسكري هندي أن «المسلحين الذين شنوا هجمات مومباي أتوا من باكستان».
عندها، ردّت إسلام آباد على خصمها التاريخي اللدود، طالبة من الهند عدم توجيه الاتهامات من دون أدلة. وقال وزير خارجيتها، شاه محمود قريشي، إن «تجربة الماضي تعلمنا أنه يتعين علينا أن نتجنب التسرع في استخلاص النتائج». وأضاف: «علينا أن نلتزم الهدوء وأن نتبادل الدعم»، متحدثاً عن «تهديد إرهابي شامل» يجب مواجهته «جماعياً». أما وزير الدفاع الباكستاني، أحمد مختار، فشدد من ناحيته على أن لا علاقة لبلاده بأي طريقة من الطرق بالاعتداءات، وقال: «نحن متأكدون تماماً أن باكستان ليست متورطة».
من جهة ثانية، ذكر مسؤول في الاستخبارات الروسية أن المجموعات التي نفذت الاعتداءات مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وقال: «الأمر يتعلق بمجموعة عسكر طيبة الإرهابية، مقاتلو هذه المجموعة تلقوا تدريبات في معسكرات القاعدة الموجودة على الحدود بين باكستان والهند».
ونفت جماعة «عسكر طيبة» المسلحة، التي تقاتل الحكم الهندي في كشمير ومقرّها باكستان، أي ضلوع لها في الهجمات. وأعلنت مجموعة إسلامية غير معروفة أطلقت على نفسها اسم «مجاهدي ديكان» مسؤوليتها عن الهجمات من خلال بريد إلكتروني أرسلته إلى وسائل إعلامية عديدة.
وهاجم مسلحون بالبنادق والقنابل اليدوية والمتفجرات فندقين خمس نجوم، ومطعماً شهيراً، ومحطة قطار مزدحمة، ومركزاً يهودياً، فضلاً عن خمسة مواقع أخرى. أهم الأهداف كان فندق «تاج محل»، الذي أعلنت الشرطة استعادة السيطرة عليه. والفندقُ هو أحد أبرز المعالم الاقتصادية لمومباي منذ عام 1903، والمكان المفضل الذي ترتاده النخبة. ودخل إليه المهاجمون مساء الأول من أمس وفتحوا النار بطريقة عشوائية. وبعدها وقعت سلسلة من التفجيرات في الفندق الأثري أدت إلى اندلاع اشتباكات حتى الفجر. وبقي بعض النزلاء محتجزين في الفندق، ومن ضمنهم أعضاء في الوفد البرلماني الأوروبي، الذي يزور مومباي من أجل القمة الأوروبية ـــــ الهندية.
كذلك، هاجم المسلحون فندق «ترايدنت ـــــ أوبيروي» وشبّ حريق في داخله نتيجة التفجيرات. وذكر التلفزيون الهندي أن سبعة مسلحين يحتجزون رهائن في الداخل. وقالت الشرطة إنه تم إنقاذ نحو 14 رهينة، فيما لا يزال نحو 200 شخص أجانب ومحليين رهائن، من ضمنهم مواطنون من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وسويد وكندا واليمن ونيوزيلندا وإسبانيا وتركيا وسنغافورة وإسرائيل. وتقوم القوات الحكومية الهندية بمحاصرة مباني الفندق.
وذكر عناصر من الشرطة الهندية أن العملية قد تأخذ وقتاً طويلاً، لأنهم يتحركون ببطء لمهاجمة الفندق غرفة غرفة من أجل البحث عن المسلحين. وشوهد عدد من عناصر الشرطة فوق أسطح مباني الفندق.
ومن بين المواقع التي استُهدفت، محطة سكة الحديد الشهيرة «شهاتراباتي شيفاجي»، حيث أطلق المسلحون النار عشوائياً، فسقط مجموعة من القتلى. وأيضاً مطعم «ليوبولد» الذي يرتاده الأجانب، ومقر شرطة مومباي الجنوبي.
واحتجز مسلحون نحو 50 رهينة في مطعم «سي لونج»، إلى أن تمكنت المجموعة من الهرب مع ساعات الفجر الأولى. وأمسك مسلحون بمقرّ المتشددين اليهود «شاباد لوبافيتش». وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن المسلحين يحتجزون نحو 15 إسرائيلياً.
وقد أشار مسؤول حكومي إلى أن «بين القتلى مواطنين أوستراليين ويابانيين وبريطانيين وإيطاليين». وقد لقيت الاعتداءات الدامية إدانة دولية واسعة من عواصم القرار في العالم، فضلاً عن تقديم مساعدات لنيودلهي للتصدي للإرهاب.
(الأخبار)