خاتمي يضع شروطاً للترشّح للرئاسة... ووكالة الطاقة تدعو إلى شرق أوسط خالٍ من القنابل الذريّةلا تزال العلاقة مع إيران من وجهة نظر أميركية رسمية، محل جدل واسع يُفصح عن تناقضات موجودة في المشهد السياسي الأميركي، بسبب الموقف من إحدى دول «محور الشر». في أي حال تقف البلاد على أعتاب استحقاق رئاسي قد يليه حسم الموقف من هذه القضية سلباً أو إيجاباً
يظهر التخبّط واضحاً في التصريحات الأميركية تجاه فتح ممثلية دبلوماسية في طهران، مبيناً التناقض بين ما أعلنته وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، عن مواصلة إدارة الرئيس جورج بوش بحث هذه القضية، وما كشف عنه دبلوماسيان رفيعا المستوى من أن الإدارة نفسها تخلت عن هذه الخطوة بدعوى تفادي الأضرار المحتملة على سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقالت رايس للصحافيين، أثناء رحلتها إلى كازاخستان، رداً على سؤال بشأن «قسم رعاية مصالح» أميركي محتمل في طهران: «نواصل بحث هذه الفكرة. ونعتقد أنها فكرة مثيرة للاهتمام». وأضافت: «ولكننا سنبحث الأمر في ضوء ما يمكن أن يفعله بالنسبة إلى علاقاتنا مع الشعب الإيراني».
في المقابل، نقلت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» عن اثنين من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى، قولهما إن حكومة بوش قررت ترك هذه الخطوة إلى الرئيس الأميركي المقبل حتى لا يفسر افتتاح مكتب رعاية المصالح الأميركية في الوقت الراهن بأنه مكافأة لإيران في الوقت الذي تواصل فيه تحدي إرادة المجتمع الدولي في ما يتعلق ببرنامجها النوويوأوضح مسؤول أميركي أن افتتاح مكتب في إيران في الوقت الراهن سيكون «توقيتاً غير مناسب» وأنه ليس هناك ما يبرر إدخال مثل هذا الموضوع في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، بحيث يعكس أن حكومة بوش تساعد أو تدعم مرشحاً رئاسياً دون آخر.
من جهة ثانية، أصدر المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أول من أمس، قراراً يدعو كل دول الشرق الأوسط إلى نبذ القنابل الذرية في تصويت قاطعته غالبية الدول العربية بسبب تعديلات شعرت بأنها تخفف الضغط على إسرائيل.
وصدر القرار بغالبية 80 صوتاً مقابل لا شيء وامتناع 13 دولة عن التصويت بعد أيام من التشاحن بين إسرائيل والدول الغربية من ناحية والدول العربية والإسلامية من ناحية أخرى.
والقرار الذي اتخذ في الجمعية السنوية للوكالة، غير ملزم، ولكنه سلّط الضوء على التوترات العميقة بشأن قوة إسرائيل النووية المفترضة ونبذها لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وعلى الرغم من الموافقة على القرار، تحدث دبلوماسيون من الجانبين عن تسميم غير مسبوق للأجواء وافتقار إلى الثقة والتعامل المزدوج في التفاوض في اجتماع وكالة الطاقة.
وقال دبلوماسي أوروبي: «كان أشبه بالسيرك. أسوأ مؤتمر في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لم أر مطلقاً مثل هذا العداء. ولكنه يعكس الطبيعة الأحادية للعصر الذي نعيش فيه، إضافة إلى الافتقار إلى عملية سلام حقيقية».
واستبعد عن التصويت مشروع قرار آخر خاص بالشرق الأوسط قدمه العرب لوصف «القدرات النووية الإسرائيلية» بأنها تهديد.
في سياق آخر، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ميغيل ديسكوتو بروكمان، إن بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن فعلت أشياء «أسوأ بكثير» مما فعلته إيران، وذلك خلال مؤتمر صحافي في مقر الجمعية العامة في نيويورك، رداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه يجب السماح لإيران بأن تتقدم بطلب عضوية دائمة في مجلس الأمن في ظل العقوبات التي يفرضها عليها المجلس.
ورداً على سؤال عمّا يمكن أن يكون أسوأ من القول بأنه يجب محو إسرائيل، عن الخريطة كما قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قال بروكمان: «لفظياً لا يوجد أسوأ من تصريحات نجاد. لكن العالم لا تدمره الكلمات بل الأفعال».
في الشأن الإيراني الداخلي، نقلت الصحف الإيرانية أمس، عن الرئيس السابق محمد خاتمي إعلانه للمرة الأولى عن احتمال ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية في 2009.
وطلب خاتمي ليرشح نفسه للانتخابات التي ستجرى في 12 حزيران، أن يكون هناك «تفاهم مع الشعب على تطلعاته» وأن يتمكن من «تطبيق برامجه».
وأصدر المتحدث السابق باسم الحكومة الإيرانية، المقرب من الرئيس نجاد، محمد برياب، صحيفة جديدة السبت. ورجحت بعض التكهنات أن تستخدم صحيفة «خورشيد» (الشمس)، في حملة الرئيس نجاد للرئاسة الإيرانية.
إلى ذلك، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن وفداً برلمانياً فرنسياً رفيع المستوى «سيزور إيران نهاية الأسبوع الجاري لأول مرة بعد فترة من فتور العلاقات بين إيران وفرنسا».
وكان وفد برلماني بحريني قد وصل أمس إلى طهران للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للمجلس التنفيذي للبرلمانات الآسيوية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر)