Strong>الكوريّتان ترحّبان... واستياء ياباني بسبب ملفّ المخطوفينفي ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تواجهها في حربيها على العراق وأفغانستان، والضغوط السياسية الهائلة التي تتعرض لها في الداخل، لم تجد إدارة جورج بوش من خيارات أخرى للتعامل مع كوريا الشمالية سوى الخضوع لشروطها مع إبداء نوع من التهديدات حفاظاً على ماء الوجه

واشنطن ــ محمد سعيد
أعلنت الولايات المتحدة أول من أمس رسمياً رفع اسم كوريا الشمالية عن قائمة «الدول الراعية للإرهاب»، بعدما وافق الرئيس جورج بوش على توصية من وزيرة خارجيته، كوندوليزا رايس، وكبار مساعديه بهذا الشأن. قرار صدر إثر موافقة بيونغ يانغ على تلبية كل مطالب التفتيش التي تقدمت بها واشنطن.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون مكورماك، أن القرار اتُّخذ بعدما وافقت كوريا الشمالية على سلسلة من ‘جراءات التحقق في منشآتها النووية، موضحاً أن كوريا الشمالية ستستأنف تفكيك هذه المنشآت. وقال: «لقد تراجعت وزيرة الخارجية (الأميركية) عن إدراج كوريا الشمالية على قائمة الدول الراعية للإرهاب».
لكن قرار رفع الحظر يتضمن تهديداً من الخارجية الأميركية بإعادة وضع كوريا الشمالية على هذه القائمة السوداء إذا لم تمتثل لمطالب التفتيش والتحقق من التزامها.
وكانت الدولة الشيوعية قد أُدرجت على القائمة السوداء للخارجية الأميركية، بسبب «تورطها» في تدمير طائرة تجارية كورية جنوبية في عام 1987، ما أدّى إلى سقوط 115 قتيلاً.
وفي ردود الفعل (أ ف ب، يو بي آي، رويترز)، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيونغ يانغ: «نرحب باحترام الولايات المتحدة لوعدها بسحبنا من لائحة الدول الداعمة للإرهاب». وأضاف: «اتخذنا قراراً باستئناف وقف العمل في المنشآت النووية في يونغبيون والسماح للولايات المتحدة ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستئناف عملهم».
في المقابل، رفض رئيس الوزراء الياباني، تارو آسو، القرار الأميركي، خلال محادثة مع بوش أجريت أول من أمس، ما دام مصير اليابانيين المختطفين من نظام بيونغ يانغ لتأهيل عملاء سريين لم يُحَلّ بعد، فيما وعد الرئيس الأميركي بإدراج هذا الملف في المحادثات مع كوريا الشمالية، مؤكداً لطوكيو دعمه في هذا المجال.
ونقلت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» عن تارو قوله: «يمكننا الحديث باستفاضة عن عمليات الخطف في المفاوضات التي ستجرى في المستقبل».
وأعرب ذوو المخطوفين اليابانيين عن غضبهم وخيبة أملهم. وذكرت «كيودو» أن العائلات دعت الحكومة اليابانية أيضاً إلى السعي لإعادة المواطنين اليابانيين المختطفين في كوريا الشمالية في السبعينيات والثمانينيات، وألاّ تعتمد على الولايات المتحدة بعد الآن.
أمّا في سيول، فقد رأى مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك، أن هذا القرار سيفسح في المجال أمام تحسين العلاقات الكورية ـــــ الكورية المتدهورة.
وفي السياق، قال كبير المفاوضين الكوريين الجنوبيين، كيم سوك، إن كوريا الشمالية تحمل مفاتيح تطبيق الاتفاق الجديد مع الولايات المتحدة بشأن كيفية التحقق من إعلانها النووي، الذي قد يكون عملية طويلة وصعبة.
وفي الولايات المتحدة، أعرب المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، جون ماكاين، عن قلقه حيال هذا القرار، معلناً في بيان: «قلت إني لن أدعم أي تخفيف للعقوبات المفروضة على كوريا الشمالية ما دامت الولايات المتحدة غير قادرة على التحقّق كلياً من تصريحات بيونغ يانغ» بشأن عملية نزع أسلحتها النووية، «ويبدو لي أن الأمر ليس كذلك».
إلا أن منافسه الديموقراطي، باراك أوباما، وصف القرار بأنه «مناسب».

ونقلت الوكالة عن مصدر في أجهزة استخبارات كوريا الجنوبية قوله إن «تحليل صور كيم يونغ إيل، يدل على أنها التقطت في تموز أو آب، نظراً للبيئة الطبيعية المحيطة به، لكن لا ندري في أي سنة».
وقال المصدر نفسه إن الصور تعود إلى ما قبل العملية المفترضة التي خضع لها الزعيم الشيوعي منتصف آب إثر جلطة دماغية.
وكان تلفزيون «شوزون شونغ انغ» قد عرض عشر صور غير متحركّة لكيم (66 سنة) وهو يتفقد وحدة نسائية في مدفعية الجيش الشعبي الكوري، من دون تحديد تاريخ الزيارة.
(أ ف ب)