بول الأشقرفي محاولة منه لإنقاذ ولايته، عيّن رئيس البيرو، آلان غارسيا، الحاكم اليساري لولاية لامبايكي الشمالية، ياهودي سيمون، رئيساً للوزراء، اثر فضيحة فساد أطاحت حكومة خورخي ديل كاستيلو. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من استقالة وزير الطاقة خوان فالديفيا، ورئيس شركة بيترو ـــــ بيرو النفطية ونائبه، وكلهم من حزب غارسيا «حزب الأبرا»، الأعرق في البيرو ــــ ومقربون منه شخصياً. ومن الصدف المثيرة أن سيمون كان معارضاً قاسياً خلال الولاية الأولى لغارسيا بين عامي 1985 و1990، ثم أمضى ثماني سنوات في السجن خلال رئاسة خلفه ألبيرتو فوجيموري قبل أن يطلق سراحه بعد سقوط هذا الأخير عام 2000.
وانفجرت الفضيحة قبل أسبوع بعدما بثّت إحدى محطات التلفزة مساء الأحد، شرائط مصورة عن تسهيل حصول الشركة النروجية «ديسكوفير بيتروليوم» على خمسة آبار نفطية في البيرو. وفي ردة فعل سريعة لإطفاء حريق الفضيحة، أشرفت الحكومة على استقالات مسؤولي القطاع منذ الاثنين الماضي، وفسخت العقود مع الشركة النروجية. إلا أن النار عادت واشتعلت في اليوم الثالث مع ظهور شرائط جديدة توحي بتورّط رئيس الوزراء وتدل على أن وسطاء الشركة أنفسهم كانوا يفاوضون أيضاً على شبكة المستشفيات العامة، وتذكر بأن غارسيا نفسه كان قد استقبلهم.
وكان كاستيلو قد اقتحم الاربعاء الماضي البرلمان لتقديم تفسيراته عما حدث، إلا أن انسحاب نواب المعارضة واستدعاءه في المقابل إلى جلسة ثقة، أرسل إشارة واضحة بأنه فقد الأكثرية. لذلك قدّم كاستيلو استقالة حكومته نهار الخميس وقبلها الرئيس في اليوم نفسه.
ويهدف غارسيا من خلال اختيار سيمون رئيساً للحكومة، إلى إنقاذ الجزء الثاني من الولاية، التي تمتد لعام 2011، حتى على حساب حزبه وتبريد الأزمة ووقف النزف المستمر في شعبيته التي وصلت إلى 19 في المئة من التأييد قبل وقوع فضيحة الفساد.
ووعد سيمون، الذي قبلَ المحافظة على وزيري الاقتصاد والخارجية، بمدّ جسور مع المعارضة السياسية والاجتماعية، في انقلاب كامل على سياسة سلفه.
وإذا كانت المعارضة رحّبت بتعيين سيمون وبرغبته في التفاوض، يبقى أن مشكلة البيرو لا تكمن في اقتصادها، حيث عرفت أعلى نسبة نمو بين دول أميركا اللاتنية، بل في كيفية توزيع منافعه إذ لا تستفيد منه إلا العاصمة ليما والمنطقة الشمالية الموازية لها، فيما يعيش 40 في المئة من السكان تحت خط الفقر، وترتفع هذه النسبة إلى الثلثين في المناطق الهندية الجنوبية في جبال الأندس.
وتجدر الإشارة إلى أن غارسيا كان قد وقّع اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة ووسّع من عمليات خصخصة الاقتصاد.