الاستعدادات العسكرية لا تزال تطغى على الحركة في إيران، حيث تتواصل المناورات متزامنة مع تصريحات عنيفة، لم يخفف من وطأتها كل ما يحكى عن تسويات مرتقبة. لعل الموقف الروسي هو بيضة القبان حتى الآن في ما تشهده المنطقة من تحوّلات
طهران ــ محمد شمص
قتلت قوى الأمن الإيرانية أحد أهم مساعدي قائد «حركة المقاومة الوطنية» المعارضة لإيران، عبد الله ريكي (من أصول كردية). وأفادت مصادر إيرانية بأن حامد درخشاني، المعروف باسم عثمان، وعدداً من مجموعة ريكي قتلوا في اشتباك مع القوات الإيرانية عند الحدود الشرقية الإيرانية، في محافظة سيستان وبلوشستان.
ويعتبر درخشاني المساعد الأيمن لريكي، ويشرف على عمليات التدريب في المجموعة، وهو خبير بالمتفجرات. وتضيف المعلومات أنه أُلقي القبض أيضاً على أحمد وفائي، قائد الخلية الإرهابية التي كُشف عنها وفُكّكت، أول من أمس، بعد دخولها من الأراضي الباكستانية، وقتل أربعة من أفرادها.
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أن «انهيار الاقتصاد الأميركي جاء تحقيقاً للوعد الإلهي»، قائلاً إن ضخّ مليارات الدولارات لن ينعش الاقتصاد الأميركي المتداعي.
وقال نجاد، في خطاب جماهيري في مدينة رشت شمال إيران، «إن ضخّ الأميركيين والأوروبيين لمئات مليارات الدولارات في جيوب الرأسماليين لن يخرجهم من هذه الأزمة»، مشيراً إلى أن «سبب تداعي الاقتصاد الأميركي هو الظلم والإجرام اللذان مارستهما الولايات المتحدة منذ أكثر من مئة سنة ضد شعوب المنطقة والعالم».
في هذه الأثناء، بدأ سلاح الجو الإيراني مناورات جوية واسعة تشارك فيها مقاتلات «الصاعقة» الإيرانية الصنع و«سوخوي» الروسية و«أف 14» الأميركية وطائرات نقل الوقود من طراز «بوينغ 707» وأخرى من طراز «أف 4 و5 و7».
وأعلنت قيادة القوة الجوية أن المقاتلات ستنطلق من مطارات طهران وتبريز وأصفهان وهمدان ودزفول، على أن تنفذ مناوراتها في محافظة آذربيجان الشرقية، وتختبر خلالها أنظمة دفاع جوي مطوّرة، وذلك بهدف رفع الجهوزية القتالية والنفسية لدى الطيارين، فضلاً عن تطوير قدرة الردع الجوية.
بدوره، قال المدّعي العام الإيراني، قربان علي دري نجف أبادي، أمس، إن أمن إيران مرتبط بأمن الخليج وبحر عُمان. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن نجف أبادي تشديده على ضرورة الحفاظ على أمن خطوط الملاحة وأهميته، ودعم الصناعات البحرية في البلاد، مضيفاً أن «إيران ستحافظ على أمن الخليج الفارسي وبحر عمان بكل قوة لضمان حركة الملاحة فيهما».
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أن «الحوار البنّاء مع العقلاء في الغرب كفيل بتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتالي إغلاق الملف النووي الإيراني بصورة سلمية ودبلوماسية». كلام خاطب فيه متكي رئيس الوزراء الإيطالي السابق، رومانو برودي، الذي يزور طهران.
وانتقد متكي «سياسة البترودولار الأميركية والبريطانية وأسلوبهما في محاربة الإرهاب الذي سيعطي فرصة جديدة للتطرف وانتشاره في المنطقة برمتها». وأضاف «من المؤسف أن تعتقد الإدارتان الأميركية والبريطانية أن العنف في الشرق الأوسط أمر طبيعي وجائز ما لم ينتقل إلى الغرب».
بدوره، شارك برودي الوزير الإيراني الاعتقاد بأن سياسات الغرب في محاربة الإرهاب فشلت. وقال إن «التغيير في الاستراتيجية ضد التطرف في أفغانستان محكوم بالفشل وغير مقبول أوروبيا».
من جهة أخرى، أعرب وزير خارجية إيطاليا، فرانكو فراتيني، في اتصال هاتفي مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، عن رغبة روما في تنمية العلاقات الثنائية مع طهران. وأشار فراتيني إلى «العلاقات العميقة بين الشعبين الإيراني والإيطالي»، معلناً «رغبة بلاده في التشاور مع طهران بشأن القضايا الثنائية والدولية».
ووجه وزير الخارجية الإيطالي الدعوة إلى جليلي للقيام بزيارة إلى روما للحوار مع كبار المسؤولين الإيطاليين.
وفي موسكو، رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، «أن سياسة اعتماد عقوبات أحادية الجانب ضد ايران من جانب بعض الدول ستأتي بنتائج عكسية».
إلى ذلك (أ ب)، قضت محكمة فدرالية أميركية، أول من أمس، بحبس المحقق السابق في المحكمة الثورية الإسلامية الإيرانية، سيد موسوي، 3 سنوات بسبب خرقه للمقاطعة التجارية مع إيران.
وقضت محكمة في لوس أنجلس بحبس موسوي، الذي يعمل في «دايمون بار»، بحوالى 3 سنوات، وتغريمه بـ12500 دولار، وإلغاء إقامته، «بعد أن خرق المقاطعة في عام 2002 حين زوّد شركة تعتزم الدخول في عرض مزايدات، بغية العمل في حقل الاتصالات والمصارف في إيران، خدمات استشارية».