واشنطن ــ محمد سعيدوصفت الاستخبارات الأميركية، «سي آي إيه»، في مسوّدة تقويمها القومي الذي يصدر قريباً، باكستان بأنها «تقف حالياً على شفير الهاوية. فهي دولة بلا مال ولا طاقة ولا حكومة حقيقية، وهو ما يشكل أفضل تربة للعنف والإرهاب».
وحذّرت الـ«سي آي إيه» من أن تنامي قوة ونفوذ العناصر المسلّحة المؤيدة لتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» في شمال غرب باكستان قرب الحدود الأفغانية يترافق مع تردّد الجيش في شن عمليات عسكرية ساحقة ضدّهم، وتناحر سياسي، ونقص في الطاقة والمواد الغذائية، ما من شأنه أن يقوّض نظام الحكم الحالي.
وقال مسؤول أميركي مطّلع على التقويم الاستخباري إنّ الوضع في باكستان «سيّئ للغاية»، فيما وصف مسؤول آخر التقويم بأنه «يقدّم صورة قاتمة». ورصدت تقارير صحافية، استناداً إلى مسوّدة التقويم، «انقسامات عميقة بين الساسة الباكستانيين بشأن سبل مواجهة الإرهاب، فضلاً عن التعامل مع الأزمة الاقتصادية التي يخشى أن تدفع باكستان للانهيار».
وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أنّه « من المنتظر أن تنتهي جلسة البرلمان الباكستاني التي خُصصت لبحث سبل مواجهة الإرهاب بانقسامات، حتى داخل أحزاب الائتلاف الحاكم. وصبّ بعض هذه الأحزاب جام غضبه على الولايات المتحدة وحلف شمالي الأطلسي، بدلاً من مساندة الجيش فى محاربة العناصر المتشدّدة».
ونبّه خبراء إلى خطورة المشهد الراهن، في ظل تعاظم الفقر الذي يمكن أن يدفع بمزيد من الباكستانيين لشن هجمات انتحارية. وقد بلغ التضخم 25 في المئة أو حتى 100 في المئة للكثير من السلع الغذائية الأساسية، وفقدت العملة (الروبية) نحو 30 في المئة من قيمتها، فيما ترتفع نسبة البطالة بأرقام كبيرة، وينزلق الملايين إلى ما دون خط الفقر، وتتصاعد الانتقادات لنظام الرئيس آصف زرداري.
ويرى محللون أنّه مع تردّي المشهد الباكستاني، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، تسعى حكومة يوسف رضا جيلاني للحصول على قرض دولي بقيمة عشرة مليارات دولار لحل أزمة انقطاع الكهرباء.
كذلك ذكرت تقارير إعلامية باكستانية أنّ زرداري ينوي زيادة الاستثمارات في المناطق القبلية المضطربة، وسوف يطلب دعم واشنطن لذلك عندما تتولى الإدارة الجديدة السلطة.
وفي ظل هذا المشهد القاتم، وصل إلى إسلام آباد، أول من أمس، نائب وزيرة الخارجية الأميركية، ريتشارد باوتشر، في زيارة تستغرق يوماً واحداً لإجراء محادثات بشأن القضايا الأمنية. وأعلن زرداري، خلال لقائه الضيف الأميركي، أنّ «أموال المخدرات في أفغانستان تستخدم لإذكاء الإرهاب في باكستان»، وحضّ الولايات المتحدة على التحقيق في ذلك فوراً.