بول الأشقر أجرى الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، تعديلاً جزئياً في حكومة بلاده، فيما صعّدت المعارضة تحرّكها، ما يهدد الآن بوقوع مواجهات مع القوات المسلحة وبالاقتراب من منشآت الغاز.
وأجرى موراليس، أول من أمس، تعديلاً في تشكيلة حكومته وعيّن ثلاثة وزراء جُدد، فيما تسلّم وزيران حقائب جديدة. ويشكّل التعديل الثالث في الحكومة منذ عام 2007 تغييراً يعدّ طفيفاً يجري ضمن أقرب معاوني موراليس.
لعلّ أهم التغييرات يكمن في تعيين شاوول أفالوس وزيراً للطاقة بدلاً من كارلوس فيليغاس العائد إلى وزارة التخطيط. تغيير جزئي يمثّل محاولة من الرئيس موراليس لطمأنة حلفائه في النقابات والحركات الاجتماعية.
وخلال حفل تعيين الوزراء الجدد في القصر الجمهوري، طلب موراليس من وزرائه «صياغة خطة استثنائية لاقتلاع الفقر المدقع من بوليفيا وتركيز اهتمامهم على ضمان الإنتاج والتموين الغذائي للفئات الشعبية».
وجدّد موراليس دعوته المعارضة إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات للتوفيق بين الشّرع المناطقية والدستور الجديد. «التوفيق ممكن بالرغم من الفوارق إذا كانت هناك نية للحوار»، قالها موراليس مذكراً بأن الدستور الجديد يعترف «ليس فقط بالإدارة الذاتية على صعيد الولايات، بل أيضاً على أصعدة الأقضية والبلديات وكذلك على مستوى الشؤون الهندية والجامعية». وأضاف موراليس أن بعض المجموعات تخطت تعليمات حكّام منطقة «نصف البدر» أي الولايات المعارضة، وصارت تنسّق مباشرة مع السفارة الأميركية التي تنظم المجموعات العنفية.
ويُخشى أن تبقى هذه الدعوة مرة أخرى من دون جواب، لأنه يبدو أن المعارضة دخلت لولباً تصعيدياً وعنفياً لا عودة عنه.
ومع دخول المعارضة أسبوع التصعيد الثالث، بدأت البلاد وخصوصاً الولايات الغربية تعاني من نقص في الغاز المنزلي والوقود. واستمر مطارا ولايتي بيني وتاريخا مقفلين نتيجة احتلالهما من قبل «شبيبة» الولايتين.
وتوجهت مجموعات من «الشبيبة» في سانتا كروز لإقفال الحدود مع البرازيل. وأعطت في ولايتي سانتا كروز وبيني إنذاراً ينتهي بعد ثلاثة أيام للرعايا الفنزويليين والكوبيين للانسحاب من مناطقها. وأُقفل عدد من الإذاعات الموالية لموراليس في ولاية باندو.
وعلى خلفية هذا التوتر، أعلن قائد القوات المسلّحة الجنرال لويس تريغو، أن على حكام الولايات «التفاوض» مع الحكومة. وقال «نطالب بإجراء الحوار وبتحاشي المواجهات. علينا حماية موارد البلد الحيوية كالبنى التحتية ومنشآت الطاقة. لذلك، نطالب بتبريد النفوس لفتح الطريق أمام التفاوض ولتحاشي المواجهات لأن الأسوأ سيكون وقوع قتلى».
إلى ذلك، وزعت وكالة الأمم المتحدة في بوليفيا أمس استطلاعاً للرأي يدلّ على أن 86 في المئة من البوليفيين يرون في الحوار «الوسيلة الفضلى» لحلّ الأزمة السياسية التي تعصف في البلد. والاستطلاع، الذي جرى في عواصم الولايات التسع وفي مدينة ألتو القريبة من لاباز، دلّ على أن خيار الحوار نال الأكثرية المطلقة في الولايات كلها. إلا أن التدقيق في النتائج يبرز أن مواقع موراليس الانتخابية مثل لاباز وألتو تؤيد الحوار بشكل كاسح وشبح إجماعي، فيما التأييد هو أضعف في الولايات المعارضة، إذ لم ينل في ولاية بيني إلا 52 في المئة من تأييد المستطلعين.