خرج إيفو موراليس من قمة سانتياغو بدعم قوي من زملائه الأميركيين الجنوبيين. وتتجه الأنظار الآن إلى الوضع الداخلي في بوليفيا لمراقبة ردّة فعل المعارضة ومصير المفاوضات
بول الأشقر
خيّم شبح الرئيس التشيلي الأسبق سلفادور أليندي على القمة الطارئة لدول الـ«أوناسور»، أي اتحاد دول أميركا الجنوبية، في سانتياغو التي بحثت الوضع المتفجر في بوليفيا ودعت إليها رئيسة تشيلي ميشال باشليه. وأكّدت القمة دعمها «غير المشروط» لرئيس بوليفيا إيفو موراليس وأطلقت تحذيراً للمعارضة من الانقلاب عليه.
وحضر القمة، التي عُقدت في قصر لامونيدا وترأستها باشليه، تسعة رؤساء، فيما تمثلت البيرو بوزير خارجيتها. وخلال الاستراحة، زار الرؤساء «المكتب الأبيض» حيث عمل أليندي وألقى خطابه الأخير. وذُكرت أحداث التشيلي في مقدّمة البيان للتدليل على أنّ همّ المجتمعين ينصبّ على منع وقوع موراليس في مصير أليندي، الذي انقلب عليه الجنرال أوغوستو بينوشيه في بداية السبعينيات.
وفي بداية الاجتماع، عرض موراليس وثائقياً عن أحداث بوليفيا وأعمال العنف التي رافقتها، وتحدّث عن «الانقلاب الزاحف على الديموقراطية». وبعد الكلمات التي ألقاها الحاضرون، نوقشت صيغة البيان التي اقترحتها التشيلي ثم عُدّلت في ضوء ملاحظات الرؤساء. وبعد الاتفاق على البيان، ترك الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي الاجتماع بسبب ارتباطات.
وبرزت خلال الاجتماع الرئاسي بعض الخلافات الثانوية التي تمّ تذليلها. بعضها يتعلّق باقتراح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز تضمين البيان نقطة خاصة لإدانة الولايات المتحدة. إلا أنّ نظيره الإكوادوري رافائيل كوريا لم ير ضرورة لها، ووافقه الرأي البرازيلي لويس إغناسيو لولا دي سيلفا.
واقترحت باشليه إدخال منظمة الدول الأميركية في آلية الحل، وهي تراهن على مشاركة أمينها العام التشيلي إنسولزا، الذي حضر الاجتماع كمراقب، لكن لولا وتشافيز اعترضا على الاقتراح.
وتضمّن بيان «لامونيدا»، الذي أُقرّ بإجماع الحاضرين، تسع نقاط شكّلت دعماً غير مشروط للرئيس البوليفي ولشرعية حكمه وإدانة قاسية لأخصامه. وحذّر البيان من أي «منحى انقلابي مدني، ومن أي تدبير، يمسّ وحدة أراضي بوليفيا». وصيغ بلهجة قاسية فاجأت المراقبين. ووضع المجتمعون شروطاً على المعارضة لبدء التفاوض معها تتضمّن تسليم المباني الرسمية المحتلة ووقف أعمال العنف. وأقرّت الوثيقة تأليف ثلاث لجان: واحدة للتحقيق في ظروف المجزرة التي حصلت الأسبوع الماضي في ولاية باندو الأمازونية والتي ذهب ضحيتها 30 قتيلاً، وثانية برئاسة باشليه لمواكبة الحوار بين الأطراف البوليفية، وثالثة لدعم حاجات الحكومة البوليفية.
وأعرب موراليس في نهاية الاجتماع عن شكره لتضامن القمة معه. وقال «إنها المرّة الأولى التي ترفع فيها أميركا الجنوبية صوتها وترفض أن تعالج مشاكلها في واشنطن».