طالب رئيس الحكومة الباكستانية الأسبق، نواز شريف، أمس بالكشف عن جميع الاتفاقيات التي وقعتها بلاده مع واشنطن أثناء ولاية الرئيس السابق برويز مشرف، في ظل حال من الامتعاض الباكستاني الناجم عن الضربات الجوّية الأميركية داخل المناطق القبلية من دون استئذان وتحذيرات ما فتئت تُطلقها إسلام آباد من دون أن تلقى آذاناً صاغية.وذكرت شبكة «جيو» التلفزيونية الباكستانية أنّ شريف الآتي من العاصمة البريطانية، لندن، قال إنّ «تصرفات الولايات المتحدة وقوّات التحالف تجاه باكستان غير مقبولة». وأضاف أن «الاتفاقيات التي وقّعتها إسلام آباد مع واشنطن أثناء ولاية مشرف يجب أن تُنشر علناً».
وانتقد شريف رئيس الحكومة سيّد جيلاني، مشيراً إلى أنّ سياسات البلاد يجب أن توضع في إطار جماعي عوض أن تقتصر على ستة أو ثمانية أشخاص في غرفة مغلقة يحدّدون إطارها. واتهم أشخاصاً لم يسمّهم بمحاولة خلق عدم استقرار من أجل مصالحهم الشخصية، موضحاً أنّ «هذا سيؤذي الديموقراطية».
وشدّد شريف على أنّه لا ينوي التحالف مع حزب الرابطة الإسلامية ـــــ جناح قائد عظيم الذي يدعم الرئيس السابق برويز مشرّف، مشيراً إلى أنّه لو كان التحالف ممكناً لكان قد تم في الانتخابات الرئاسية الماضية التي أوصلت زعيم حزب الشعب آصف زرداري إلى سدّة الرئاسة.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية شاه محمود قرشي أن الحكومة أبدت بوضوح موقفها المعارض لشنّ الولايات المتحدة غارات داخل الأراضي الباكستانية، وذلك خلال الزيارة التي قام بها رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة الأدميرال مايكل مولن إلى باكستان منذ أيام.
وشدّد قرشي على أن القيام بعمليات عسكرية على الأراضي الباكستانية من مسؤولية القوات الوطنية حصراً، مشيراً إلى أنّ مولن أكّد احترام سيادة الأراضي الباكستانية خلال زيارته.
إلى ذلك، أدى القتال الدائر بين القوات الأمنية الباكستانية والمتطرّفين في المناطق القبلية إلى فرار نحو 2800 عائلة من الحدود إلى شمال أفغانستان خلال الشهرين الماضيين.
وقال نائب وزير اللاجئين في أفغانستان عبد القادر إن معظم العائلات التي يمكن أن يبلغ تعداد كل منها نحو 20 فرداً، تعيش مع أقاربها في مناطق قريبة من الحدود في ولاية كونار الجبلية شمال شرق أفغانستان.
(يو بي آي، أ ف ب)