مشادّة سياسية أميركية ـــ روسية، تحوّلت إلى تهديد عسكري، قد يأخذ طابعاً جدياً من ناحية الولايات المتحدة، وخصوصاً أنه صدر على لسان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس تخطّت التهديدات الأميركية المصوّبة ضدّ روسيا مسألة العقوبات، واتخذت طابعاً عسكرياً، إذ أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن بلاده ستردّ عسكرياً على موسكو إذا شنّت هجوماً جديداً على جورجيا.
ولم يستبعد غيتس احتمال أن تردّ بلاده عسكرياً إذا شنت روسيا هجوماً جديداً على جورجيا، بعد انضمام الأخيرة إلى حلف الأطلسي، مشدداً على أن «الولايات المتحدة ستتمسك بالتزاماتها حيال الحلف». وقال إن «المادة الخامسة من معاهدة الأطلسي، التي تنصّ على أن أي هجوم مسلح على أي دولة عضو يعدّ هجوماً ضد جميع الدول الأعضاء، تعني ما تقول. لذلك هناك التزام بتقديم المساعدة لحلفائنا إذا ما واجهوا أيّ تحدّ».
إلا أن غيتس حثّ الحلف على «تجنّب أيّ استفزاز في ردّه على روسيا»، مضيفاً أنه «يعتقد أن القلق بين أعضاء الحلف بشأن هذه المسألة يتعلق بشكل أكبر بالضغوط والمضايقات، لا باحتمال شنّ عمل عسكري حقيقي».
في المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر ياكوفينكو، خلال مؤتمر صحافي، أن روسيا «تستبعد كل احتمالات اندلاع حرب مع الولايات المتحدة»، موضحاً أن «روسيا تستبعد أي عمل عسكري في القوقاز بعد الضمانات الأمنية التي نقلها الاتحاد الأوروبي من الجانب الجورجي».
في هذا الوقت، استأنف وزراء الدفاع في دول حلف الأطلسي محادثاتهم غير الرسمية في لندن، والتي هيمنت عليها تداعيات الأعمال العسكرية التي قامت بها روسيا في جورجيا على علاقات الحلف بموسكو. وقال الأمين العام للحلف، ياب دي هوب شيفر، إنه يتوقع «عدم تغيير سياسة الحلف رغم عدم التأكد من النيّات الروسية»، مشيراً إلى أن النزاع في جورجيا لن يحلّ «إذا سعينا إلى معاقبة روسيا».
ميدانياً، قال مسؤول في هيئة الأركان العامة للأسطول البحري الحربي الروسي، إن منظومة «بولافا الصاروخية ستدخل الخدمة في القوات البحرية الروسية اعتباراً من عام 2009، ما يعني تجهيز الأسطول البحري الحربي الروسي بغواصة يوري دولغوروكي، المخصصة لنقل هذه الصواريخ».
اقتصادياً، رأى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن «محاولات الدفع باتجاه الحرب الباردة تهدف إلى تعطيل تنمية الاقتصاد الروسي»، مؤكداً «اهتمام موسكو بجذب الاستثمارات الأجنبية، إذ لا تعتزم بلاده المشاركة في مواجهة ما».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)