موسكو ــ حبيب فوعانيعادت القاذفتان الاستراتيجيتان الروسيتان، «توبوبليف ـــــ160»، أمس من فنزويلا إلى موسكو، بعد انتهاء زيارتهما التي بدأت منذ العاشر من أيلول الجاري. رحلة العودة استغرقت 15 ساعة، تزودت خلالها الطائرتان جوّاً فوق بحر النروج، بعشرين طناً من الوقود.
غير أن زيارة النائب الأول لرئيس الحكومة الروسية، إيغور سيتشين، إلى كاراكاس، التي تزامنت مع زيارة الطائرتين، تعطي هذه الخطوة بعداً آخر، ولا سيما أن الطائرتين وصلتا إلى فنزويلا بعد إعلان إجراء مناورات بحرية روسية ـــــ فنزويلية مشتركة في حوض الكاريبي في منتصف تشرين الثاني المقبل، سيشارك فيها طراد «بطرس الأكبر»، الصاروخ الروسي النووي. ويمكن اعتبار زيارة سيتشين إلى كوبا مطلع آب الماضي، برفقة سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف، بمثابة رد سريع على اتفاق واشنطن وبراغ على نصب محطة رصد رادارية في تشيكيا. وتبعتها زيارة ثانية لـ«جزيرة الحرية» الاثنين الماضي، تحت غطاء تقديم المساعدة لإزالة آثار الأعاصير، التي ضربت المنطقة.
غير أن برودة العلاقات الروسية ـــــ الأميركية بعد حرب القوقاز، هي التي دفعت سيتشين لجس نبض «الأصدقاء» الكوبيين، بشأن عودة الوجود العسكري الروسي إلى الجزيرة. ويبدو أن الاتفاق تم في مقدمة لبناء مركز فضائي كوبي مستقل بمساعدة الروس.
أما في فنزويلا، التي وصلها الوفد الروسي الثلاثاء الماضي، فقد بُحث التعاون العسكري بين البلدين، وتزويد الجيش الفنزويلي بمنظومات دفاع جوي متطورة ومدرعات روسية حديثة وطائرات «سوخوي» من الجيل الجديد.
ولم يستبعد المحلل السياسي الروسي، فلاديمير يفسييف، «بدء صناعة مشتركة للأسلحة في فنزويلا لتسهيل بيعها إلى الدول الأخرى المعادية للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية». وبينما ينوي سيتشين زيارة كاراكاس في تشرين الأول المقبل، يفترض أن يأتي هوغو تشافيز إلى موسكو، للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، في نهاية أيلول الجاري.
ختام جولة سيتشين الأميركية اللاتينية كانت في نيكاراغوا، وأعلنت منح الشركات النفطية الروسية ترخيصاً غير مسبوق للبحث عن الذهب الأسود، بينما زادت روسيا من عدد المنح لطلاب نيكاراغوا، للدراسة في الجامعات الروسية.
كذلك أعلن سيتشين أن خمساً من كبريات شركات النفط الروسية قد تؤسس للمرة الأولى «كونسورتيوم» للعمل في أميركا اللاتينية.
ويرى مراقبون أن موسكو تحاول إيجاد حلفاء لها في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، في الوضع الجيوسياسي الجديد، والتحذير من جرّ أوكرانيا إلى شمال الأطلسي، والحؤول دون نشوب نزاعات جديدة في القوقاز بإيحاء من الغرب.