Strong>أثبت تفجير فندق «ماريوت» يوم السبت الماضي أنّ العراق لم يعد مسرح العمليات الانتحارية الأساسي، وأنّ «الإرهاب» نقل تركيزه إلى بقاع أخرى، باكستان إحداها، إن لم تكن أكبرهاتصدّت القوات الأمنية الباكستانية، أمس، لطائرات أميركية دخلت الأجواء الباكستانية وأرغمتها على العودة إلى أفغانستان بعد يومين من تفجير الـ«ماريوت» الذي أكّدت مصادر أنه استهدف الرئيس ورئيس الحكومة، في وقت تتصاعد فيه وتيرة العنف في البلاد، حيث سجّل يوم أمس اختطاف السفير الأفغاني. وقال مسؤول أمني رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ القوّات الباكستانية ورجال القبائل أطلقوا النار على مروحيتين أميركيتين دخلتا الأجواء الباكستانية الليلة الماضية (أول من أمس) في منطقة لوارا ماندي على بعد 40 كيلومتراً غربي ميران شاه في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية. وأضاف أنّ الطائرتين لم تردّا على إطلاق النار وأُرغمتا على العودة إلى أفغانستان.
في المقابل، نفى الجيش الباكستاني والقوات المتعدّدة الجنسيات في أفغانستان علمهما بأي حادث من هذا القبيل. وقال المتحدث العسكري الباكستاني مراد خان: «لا علم لنا بانتهاك طائرات مروحية أميركية الحدود». وفي حادث نوعي، أعلنت القنصلية الأفغانية في باكستان أن القنصل الأفغاني العام الذي عُيّن سفيراً لبلاده لدى إسلام آباد اختطف وقُتل سائقه في كمين لسيارته الدبلوماسية في بيشاور. وذكر تلفزيون «جيو» الباكستاني أنّ «السائق قُتل في عملية إطلاق النار باتجاه السيارة، فيما خُطف السفير عبد الخالق فراحي».
في غضون ذلك، لا تزال تداعيات تفجير فندق «ماريوت» في إسلام آباد الذي ذهب ضحيته نحو 60 قتيلاً وأكثر من 260 جريحاً من الأجانب والنخبة الباكستانية تتوالى. وتطارد الشرطة خلية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» يُشتبه في أنّها دبرت الهجوم الانتحاري.
ويُعتقد أن منفذي العملية جمعوا قنبلتهم القوية، التي تحتوي على 600 كيلوغرام من المتفجرات، في مخبأ في العاصمة، لأن الشرطة والجيش يفتشان جميع الشاحنات عند مداخل إسلام آباد منذ بدء موجة الهجمات الانتحارية الدامية قبل أكثر من عام.
من جهة ثانية، أكّد مستشار رئيس الوزراء للشؤون الداخلية، رحمن مالك، أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري كان يفترض أن يتناول العشاء مع رئيس الوزراء يوسف جيلاني في الفندق ليلة الاعتداء، لكنهما غيرا رأيهما في اللحظة الأخيرة. وقال: «الهدف من التفجير استهداف القيادة السياسية، لكن الحكومة أحبطت مخططات الإرهابيين من خلال نقل مكان الإفطار الذي يقيمه رئيس البرلمان من الماريوت إلى منزل رئيس الوزراء». ورفض مالك توجيه الاتهام المباشر إلى أي منظمة بالاعتداء الذي لم تتبنّه بعد أي جهة، قائلاً: «لا يمكننا تحميل المسؤولية لأي منظمة إلى أن ينتهي التحقيق». إلّا أنّه لمّح إلى أنّ توقيف بعض «الإرهابيين» في باجور خلال التحقيق يُشير إلى تورط بعض الدول المجاورة بالنشاطات الإرهابية في باكستان.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)