ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أنّ الولايات المتحدة وباكستان وأفغانستان تدرس إمكان تأليف وحدة عسكرية مشتركة من أجل ردع المسلّحين الذين يشنّون هجماتهم عبر الحدود، فيما قُتل أكثر من 60 مسلّحاً خلال هجمات شنّتها القوّات الباكستانية في المنطقة القبلية في إطار عملية عسكرية بدأتها الشهر الماضي.ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأفغاني رحيم ورداك، الذي أجرى محادثات في وزارة الدفاع الأميركية، قوله إنّه «اقترح الخطة ونوقشت الشهر الماضي خلال لقاء لقيادات عسكرية من الدول الثلاث». ولفت إلى أنّ الحكومة الباكستانية تدرس الخطة.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة مايكل مولن إنّه لم يسمع بتفاصيل خطة إنشاء وحدة مشتركة، إلا أنّه رحّب بها. وأطلع الكونغرس هذا الشهر على أنّه مارس ضغوطاً شديدة على القيادات العسكرية الباكستانية خلال زيارته الأخيرة لإسلام آباد من أجل السماح للقوات الأميركية بتقديم الدعم في ملاحقة المتمرّدين.
في المقابل، حمّل البعض مسؤولية هجوم «الماريوت» الأخير، الذي تبنّته مجموعة «فدائيي الإسلام»، للغارات التي تشنّها الطائرات الأميركية داخل المناطق القبلية من دون استئذان إسلام آباد. وقال السفير الباكستاني لدى بريطانيا، واجد شمس الحسن، لصحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن «قرار الرئيس جورج بوش السماح بالعمليات العسكرية لقوات بلاده عبر الحدود كانت له نتائج مضادة». وكشف عن أن الرئيس الباكستاني آصف زرداري حصل على دعم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في معارضة الغارات الأميركية على الأراضي الباكستانية.
وكان زرداري قد رحّب بالمساعدة الاستخبارية الأميركية، لكن ليس الميدانية. وقال: «أعطونا المعلومات الاستخبارية ونحن سنقوم بعملنا».
ميدانياً، أعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني مراد خان أنّ أكثر من 50 متمرّداً وجندياً واحداً قُتلوا خلال الاشتباكات الجارية بين الجيش والمتمرّدين منذ الأول من أمس في منطقة كوهات، ولفت إلى أنّ الجيش أعاد السيطرة على الممر الجبلي. فيما ذكر المسؤول الحكومي إقبال ختاك أنّ القوات الحكومية قتلت نحو 10 متمرّدين خلال هجوم نفّذته في منطقة باجور القبلية.
والعملية التي بدأتها القوات الباكستانية في آب الماضي تلقى ترحيباً أميركياً، فيما لمّح مسؤولون بأنّ الهجوم الانتحاري على فندق «ماريوت» كان ردّة فعل على عملية الباجور التي يقول الجيش إنه قتل خلالها أكثر من 700 مسلّح.
لكن الجيش يبدو مصمماً على متابعة العملية. وقال المتحدث باسمه الجنرال أطهر عباس إن باجور قد تحولت إلى «ملاذ كبير» للمسلّحين والجيش مصمم على النيل منهم.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)