واشنطن ـــ الأخباركشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، عن أن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكاين، يهوى القمار، «ليس فقط على الطاولة الخضراء، بل أيضاً في حياته السياسية». وأشارت الصحيفة إلى أن حبّ ماكاين للقمار أدّى إلى خسارته تأييد المسيحيّين البروتستانت الذين يعارضون جميع أنواع ألعاب الميسر، علماً بأنهم يشكلون نحو 25 في المئة من قاعدة الحزب الجمهوري الانتخابية، وذلك في سباق الانتخابات التمهيدية للفوز بترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية في عام 2000.
وقالت الصحيفة إنّ المرشح الجمهوري وفريقه الانتخابي، يرتبطون بعلاقات كثيرة وقوية مع «صناعة القمار»، مشيرة إلى أن أحد الكازينوهات التي يتردّد إليها هو «كازينو منتجع فوكسوود» في ولاية كونيكتيكت، وهو «ثاني أكبر كازينو في العالم».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإنّ ماكاين ساعد في إنشاء هذا الكازينو عندما كان رئيساً للجنة الشؤون الهندية في مجلس الشيوخ، موضحة أنّ بين رجال الضغط الذين ساهموا في إقناع ماكاين تسهيل بناء هذا الكازينو، ريك ديفيس، المدير الحالي لحملته الانتخابية.
وعلى حدّ تعبير «نيويورك تايمز»، فإنّ ماكاين، خلال ترؤّسه للجنة الشؤون الهندية، «ساهم بشكل كبير جداً في صياغة القوانين الخاصة بكازينوهات القمار وخاصة في المحميات الهندية حيث بلغ عددها 423 كازينو»، فيما يصل حجم المبالغ المالية التي يتم التعامل فيها على طاولات القمار في تلك الكازينوهات إلى 26 مليار دولار سنوياً.
وفي السياق، قال المحاضر في جامعة نورث داكوتا والخبير في شؤون صناعة القمار في المحميات الهندية، ستيفن لايت، إن ماكاين هو «أحد الآباء المؤسسين للقمار في هذه المحميات».
وعندما شكّلت بعض القرارات التي كان الكونغرس يعتزم اتخاذها تهديداً محتملاً لإقامة كازينو لإحدى قبائل كاليفورنيا الهندية في عام 2005، تدخل ماكاين شخصياً للإبقاء عليه.
وبالرغم من أنّ ماكاين قاد التحقيق الذي أجراه الكونغرس حول جاك أبراموف، العامل في جماعات الضغط الذي سجن بتهمة الفساد في 2006، وضغط من أجل السير بحملة لإصلاحات مالية للحد من هيمنة رجال الأعمال على السياسة، إلا أن فريق حملته الانتخابية يضم حالياً أكثر من 40 من العاملين في مجال جمع أموال التبرعات. حتى إنّ كبار مستشاريه سبق أن عملوا كمجموعات ضغط لمصلحة صناعة القمار بما فيها كازينوهات القبائل الهندية في لاس فيغاس في ولاية نيفادا، وشركات اليانصيب ولعبة البوكر على شبكة الإنترنت.
كذلك فإنّ المرشح الجمهوري نفسه، تلقّى خلال العام الجاري، نحو 182 ألف دولار، كمساعدات لحملته الانتخابية من أعضاء من جماعات الضغط والمجموعات التجارية.
وعلى هذا الصعيد، أشارت الصحيفة إلى أن ماكاين «يحب القمار منذ صغر سنّه، حيث اعتاد أن يقوم بلعب القمار مرة واحدة شهرياً حتى بعد أن أصبح عضواً في الكونغرس». وتابعت الصحيفة في تحقيقها المطوّل عن الموضوع، أنّ الرجل «واصل تردّده على الكازينوهات، الأمر الذي كان يدفع مساعديه إلى الشعور بالقلق إزاء تعامله مع الكازينوهات في ظل السلطة التي يملكها على صناعة القمار في الكونغرس».
وكان ماكاين يردّ على مخاوف مساعديه من مغبة الظهور في أماكن لعب القمار التي قد تسفر عن خسارة القاعدة الانتخابية البروتستانتية بالقول «إنكم تبالغون في القلق».