تراوح الأزمة النووية الإيرانية مكانها، وتستغل طهران الوقت لتطوير قدراتها العسكرية والنووية، إلى أن تنتهي أزمتها عبر حلٍّ دبلوماسي يكرّسها قوة إقليمية، أو صدام عسكري تستعدّ له باستعراض عضلاتها من حين إلى آخرأجرت طهران، أمس، اختباراً على سلاح جديد من صنع إيراني في عرض البحر، فيما تراوح أزمتها النووية مكانها، التي تزيد قلق جيرانها العرب، ما دفعهم إلى استقصاء المعلومات من الدبلوماسي الأميركي وليام بيرنز، حسبما كشفت الـ«فايننشال تايمز».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن قائد الحرس الثوري، الجنرال محمد علي جعفري، قوله إن الصاروخ البحري الجديد الذي اختُبر «لا مثيل له لدى أي جيش في العالم» ويصل مداه إلى 300 كيلومتر (186 ميلاً)، من دون أن يعطي أي تفاصيل أخرى عن مكان الاختبار وزمانه.
وحذّر الجعفري من أن أي هجوم محتمل على بلاده سيقابله ردّ بكل الطرق الممكنة. وقال «إذا وقعت أي حرب على إيران، فسنوجه ضربة قاسية للعدو في اللحظات الأولى»، مضيفاً أن «العدو سيحاول أن يجعل مدّة الحرب قصيرة قدر الإمكان لكننا سنمدّدها». كما كرّر التحذير الإيراني المتعلق بإغلاق مضيق هرمز في منطقة الخليج حيث يمرّ نحو 40 في المئة من النفط العالمي، قائلاً «الأعداء يعلمون أننا قادرون على إغلاق مضيق هرمز لأجل غير محدّد»، مضيفاً أن «المضيق والممرّات في مرمى صواريخنا».
من جهته، طمأن قائد المنطقة البحرية الثانية لقوات الحرس الثوري، العميد علي رزمجو، الدول المجاورة حيال الأجهزة المتطورة التي تملكها إيران وبأنّها لا تمثّل تهديداً لها بل تدخل في إطار رفع مستوى القدرات الرادعة لطهران. وقال إن «إيران صديقة لدول الجوار».
نووياً، أجرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، اتصالاً هاتفياً حول الملف النووي. وأكّد الطرفان على مواصلة محادثات جنيف.
وذكرت الأمانة العامة للمجلس الأعلى أن الجانبين أشارا إلى ضرورة الحفاظ على الأجواء الإيجابية والبناء‌ة، واتفقا على مواصلة المشاورات والاتصالات خلال الأيام المقبلة.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسن قشقاوي، عن تفاؤله بمستقبل المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا) حول الملف النووي.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن أنّ وفداً أميركياً رفيع المستوى توقف في عاصمة الإمارات، أبو ظبي، للقاء عدد من وزراء الخارجية العرب على مأدبة عشاء بعد يومين من اللقاء النادر في جنيف الشهر الماضي بين وليام بيرنز وجليلي، وأطلعهم على مجريات ما دار في خلاله.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس كانت حاضرة مع بيرنز خلال العشاء. ولفتت إلى أنّ احتمال نشوب أزمة بين إيران والولايات المتحدة أو إسرائيل يمثل قلقاً متزايداً بالنسبة إلى الدول الخليجية، يُضاف إلى مخاوفها من تزايد التأثير السياسي لطهران في المنطقة ومن طموحاتها النووية، ولا سيما أن دول الخليج لا تعيش فقط بالقرب من إيران، بل إن العديد منها يستضيف قواعد
عسكرية أميركية يمكن أن تتحوّل إلى أهداف للنيران الإيرانية في حال نشوب أزمة.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)