بدأ الحديث يتزايد عن اتصالات سعوديّة ـ إسرائيلية في الآونة الأخيرة، ولا سيما بعد مؤتمر مدريد لحوار الأديان، الذي نظمته الرياض واستضاف حاخامين إسرائيليين. المعلومات عن اتصالات بين الطرفين في دولة ثالثة وردت في تقارير للصحف الإسرائيلية في ذلك الحين، إلا أنها جاءت أمس عبر موقع إلكتروني سعودي وعلى لسان مسؤول إسرائيلي أكد وجود اتصالات سريّة غير رسمية بين السعودية وإسرائيل في إحدى الدول الأوروبية تتناول قضايا سياسية وأمنية.وقال المصدر الإسرائيلي، الذي رفض الكشف عن هويته وعن الدولة الأوروبية التي تستضيف المحادثات، «هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها اتصالات سعودية ــ إسرائيلية بهدف سياسي أمني وباستضافة إحدى الدول الأوروبية». وأضاف إن «الخطر الإيراني كان بمثابة الهدف المشترك لكلتا الدولتين، وخصوصاً بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقها بعض القادة الإيرانيين».
وأعلن المصدر الإسرائيلي «أن نتائج اللقاءات كانت مشجعة لكلا الطرفين، وارتكزت على تعزيز القدرات الدفاعية للجيش السعودي بتزويده بأحدث التقنيات العسكرية لمواجهة أي هجمات قد تشنها إيران أو جهات إرهابية داخل السعودي، وتبادل التقارير الأمنية التي تخص موضوع الإرهاب، وتشجيع التعاون الاقتصادي بين رجال الأعمال للاستثمار المتبادل في البلدين». وتابع أن اللقاءات ارتكزت أيضاً على «المحافظة على معدلات إنتاج النفط السعودي إذا ما تعرضت إيران لأي ضربة عسكرية مقبلة ودعم التقارب الشبابي بين البلدين ضمن مخيمات صيفية دولية».
إلى ذلك، كشفت صحيفة «صندي تايمز» أمس عن أن شركة الأسلحة البريطانية العملاقة «بي إيه إي سيستمز» تجري مفاوضات الآن لبيع السعودية طائرات مقاتلة من طراز «يوروفايتر تايفون» في إطار صفقة، قالت إنها ستعيد إلى الأذهان أنباء الفساد المرتبط بصفقات تسلحية سابقة مع الدولة الخليجية.
وكان مجلس مجلس اللوردات البريطاني قد أصدر حكماً أواخر الشهر الماضي رأى فيه أن مكتب جرائم الاحتيالات الخطيرة الرسمي تصرف على نحو قانوني حين قرر أواخر عام 2006 وقف التحقيق الذي كان يجريه بشأن مزاعم فساد مرتبطة بصفقة «اليمامة» التسلحية الضخمة التي أبرمتها السعودية عام 1985 مع شركة «بي إيه إي» وبلغت قيمتها 43 مليار جنيه استرليني.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في قطاع الصناعات الدفاعية تأكيدها أن «حكم مجلس اللوردات، الهيئة القضائية العليا في بريطانيا، أعطى القوة الدافعة للمفاوضات التي تجري منذ أشهر بين السعودية وبي إيه إي». ورجّحت احتمال أن تقوم الشركة البريطانية بموجب الصفقة الجديدة بتزويد السعودية بنحو 70 مقاتلة إضافية، رغم أن مصادر دفاعية مطلعة أكدت أن العدد لن يتجاوز 48 مقاتلة من طراز «يوروفايتر تايفون».
وأضافت «صنداي تايمز» أن «بي إيه إي» أعلنت أن وزارة الدفاع البريطانية ستمارس دوراً طليعياً في أي مفاوضات تتعلق بمتابعة صفقة المقاتلات الجديدة، مع أن متحدثاً باسم الأخيرة أكد أن الوزارة لا علم لها بأي مطالب سعودية من هذا القبيل.
وكان مكتب جرائم الاحتيالات الخطيرة قد فتح عام 2004 تحقيقاً بشأن صفقة «اليمامة» التسلحية بعد اتهام «بي إيه إي» بدفع رشى لمسؤولين سعوديين، لكن النائب العام البريطاني اللورد غولدسميث وقتها قرر وقف التحقيق في كانون الأول 2006 لأسباب عزاها إلى حماية الأمن القومي البريطاني.
(الأخبار، يو بي آي)