Strong>هيلاري ترحّب باختياره بايدن نائباً له وتدعو أنصارها إلى التصويت لهجهّز باراك أوباما نفسه بالفريق الكامل لمقارعة الجمهوريين الذين ينتقدونه لقلّة خبرته، فضمّ إليه رئيس لجنة العلاقات الخارجية جوزف بايدن، صاحب خبرة تفوق ثلاثين عاماً. ومع المعادلة الجديدة، يكون الديموقراطيون قد جمعوا بين الخبرة والتغيير لمتابعة سباق البيت الأبيض

واشنطن ــ محمد سعيد
حسم المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، باراك أوباما، كل التكهنات، واختار منافسه السابق في الانتخابات التمهيدية، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جوزف بايدن نائباً له.
وعلى موقع أوباما الخاص بالحملة الانتخابية، وُضعت صورة المرشح الرئاسي ونائبه جنباً إلى جنب، ومعهما بيان يُعلن اختيار أوباما لبايدن، صاحب السجل الكبير في التعاون بين الأحزاب، والخبرة الطويلة في السياسة الخارجية. وأشار البيان إلى أن أوباما وبايدن هما الزعيمان اللذان «سيحققان التغيير الذي ينشده الشعب الأميركي».
وتم توزيع رسائل قصيرة عبر الهاتف والإنترنت على مؤيّدي أوباما فجر يوم الأول من أمس، جاء فيها: «اختار أوباما السيناتور جو بايدن ليكون مرشحه لمنصب نائب الرئيس».
ويرى مراقبون أنّ اختيار أوباما لبايدن، يهدف إلى سدّ الثغرات المتعلّقة بقلّة الخبرة والحنكة الخاصين بالسياسات العسكرية والدولية، التي ينتقده الجمهوريون دوماً على افتقاره لهما. كذلك وقع اختياره على بايدن بسبب شخصيته العنيدة والمغامرة، ومزاوجته بين رسالة التغيير ومخزون الخبرة.
لكن في المقابل، يعتقد البعض أنّ هذه الخطوة تنطوي على مخاطر مرتبطة بإحداث صدع في صفوف أنصار الحزب الديموقراطي، فقد يفسر أنصار منافسة أوباما السابقة، هيلاري كلينتون، الذين يقارب عددهم 18 مليون ناخب، اختيار بايدن بأنّه نوع من التعالي والصلف من المرشح الأسود. غير أن هيلاري سارعت على الفور إلى إعلان ترحيبها باختيار بايدن ووصفته بأنه «زعيم فريد في قوته وعميق التجربة». وقالت، في بيان، إن «بايدن سيكون نائب رئيس دينامياً، قوي العزيمة وسيساعد السيناتور أوباما على الفوز بالرئاسة وإدارة هذا البلد العظيم». وأضافت أن «السيناتور أوباما، باختياره لزميلي وصديقي السيناتور جو بايدن لمنصب نائب الرئيس، التزم أفضل تقاليد نيابة الرئيس باختياره قائداً فريد القوة وعميق التجربة، وموظفاً مخلصاً».
وبناءً عليه، فإن مهمة بايدن الجديدة ستتطلّب منه حرباً على جبهتين، الأولى ساحتها الحزب سعياً لتوحيد صفوفه، والثانية مجابهة خصمه الجمهوري جون ماكاين وجيوش المحافظين الجدد.
وترى مديرة حملة بايدن الانتخابية سابقاً، سيلندا ليك، أنّ رئيس لجنة الخارجية «يعرف ويُخيف، ماكاين أكثر من أي شخص آخر ويستطيع أن يعرّيه من كثير من المواقف». فيما يقول عنه ريتشارد بن كرامر، في كتابه «ما الذي تحتاجه»: «رغم صغر حجمه إلّا أنّك تحجم عن منازلته، وهو لا يمكن أن يتراجع».
تبدأ الآن معركة الرجلين معاً ضدّ الجمهوريين الذين سيستغلون حتماً بعض التساؤلات التي أثارها بايدن في إحدى المحطات الانتخابية السابقة حول خبرة أوباما في مجال السياسة الخارجية، حين سأل: «من منا سيتمكن يوماً من إنهاء الحرب؟ ومن منا يفهم ما يجب القيام به في باكستان؟ ومن منا سيمسك بسماعة الهاتف ويتحادث مع بوتين ليقول له دع جورجيا وشأنها لأن ساكشفيلي في ورطة فعلية؟ ومن منا يعرف ما يدور من حولنا؟ أنا لدي خبرة عمرها 35 سنة».
وحين سُئل إن كان أوباما جاهزاً، قال: «يمكن أن يصبح جاهزاً. أما الآن فهو ليس كذلك». لكنه أشار إلى أنه يفضل أوباما على ماكاين قائلاً: «نحن لا نحتاج إلى بطل حرب، ما نحتاج إليه هو الحكمة».
اليوم يحضر الرجلان معاً مؤتمر الحزب الديموقراطي العام في دنفير الذي سيتوج بعد أربعة أيام أوباما مرشحاً رسمياً للحزب، ليخوض مع نائبه المعركة الكبرى ضدّ ماكاين ونائبه المنتظر في 4 تشرين الثاني المقبل.

وقال ماكاين، في مقابلة مع شبكة «سي بي أس نيوز» من مزرعته في أريزونا، إن «جوزف بايدن وأنا أصدقاء منذ سنوات ونعرف بعضنا جيداً»، مضيفاً: «وأعتقد بالتالي أنّه (أوباما) قام بخيار جيد جداً». وتابع: «أعلم أن بايدن سيقوم بحملة جيدة».
موقف المرشح الجمهوري يبدو مفاجئاً قليلاً، لكنّه قد ينصب ضمن المناورة الانتخابية، ولا سيما أن فريق حملته كان قد انتقد أول من أمس اختيار جوزف بايدن مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، ورأى أنّ ذلك يثبت أن المرشح الديموقراطي ليس جاهزاً للرئاسة.
(أ ف ب)