باريس ــ بسّام الطيارة تحسنت شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «كثيراً» قياساً إلى هبوطها الدراماتيكي الذي كان صفة استطلاعات الرأي حتى قبل العطلة الصيفية، فيما تقدّمت حظوظ «المناضل الشاب»، أوليفيه بزانسونو الذي يقوم بتأسيس حزب مناهض للرأسمالية.
ويشير آخر استطلاع إلى أن ساركوزي تقدّم نقطتين ليفوز بثقة ٤٠ في المئة من الفرنسيين، في مقابل تراجع الثقة برئيس الوزراء فرانسوا فييون نقطتين لتصبح (٥١ في المئة).
ويفسّر الخبراء هذا التفاوت بكون ساركوزي قد احتل الواجهة الإعلامية منذ قمة الاتحاد من أجل المتوسط مروراً باللغط الإعلامي الدائر حول الألعاب الأولمبية وحقوق الإنسان في الصين لحين اندلاع الحرب في القوقاز، بينما طوت العطلة صفحة الاهتمامات اليومية للمواطن، ما يدفعه «لتناسي رئيس الوزراء»، رغم أن ٦١ في المئة منهم يولون الثقة للحكومة في القضايا الأمنية حسب استطلاع نشرته «ويست فرانس». بيد أن ٨٢ في المئة من الفرنسيين لا يثقون بالحكومة في ما يتعلق برفع القوة الشرائية.
وقد اختار «المناضل الشاب» بزانسونو، المرشح اليساري السابق للرئاسة الفرنسية وأمين «رابطة الشيوعيين الثوريين»، الزاوية الاقتصادية ليعلن في مهرجان ختام جامعة الصيف لحركته «ضرورة فرض حالة الطوارئ الاجتماعية لمواجهة النهب الاجتماعي»، في إشارة إلى سياسة ساركوزي وحكومة فييون. وأعلن بزانسونو قيام حزب جديد تحت تسمية «الحزب الجديد المناهض للرأسمالية»، ليضم «كل الذين لا يجدون في اليسار من يعبّر عن طموحاتهم ويتصدى لساركوزي».
وتشير كل الاستطلاعات إلى أن «ساعي البريد»، وهي مهنة بزانسونو، يلقى تأييداً متزايداً في الأوساط الشعبية التي تعاني الأمرّين من جراء تراجع القوة الشرائية والأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وبحسب رأي «اليسار الراديكالي» الذي يمثله الحزب الجديد المنتظر إعلان ولادته في غضون شهرين قبل الانتخابات الأوروبية، فإن «علاجات اليسار التقليدي مماثلة لوصفات ساركوزي».
هذا ما جعل الاستطلاعات تعطي بوزانسونو «شعبية إيجابية» بحدود الـ ٦٢ في المئة وزيادة إمكان التصويت له بنسبة ٧ إلى ٨ في المئة. وبالطبع، فإن كل هذه المكاسب هي على حساب الحزب الاشتراكي الذي «لا يعارض بما فيه الكفاية» حسب رأي ٥٢ في المئة من الفرنسيين، بينما يطالب ١٨ في المئة الاشتراكيين بـ«الالتفات والتعاون مع بوزانسونو» الذين يرون فيه «المعارض الأول لساركوزي» قبل المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة، سيغولين رويال.