تجربة صاروخيّة روسيّة مضادّة للدرع الأميركيّةبدا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، متسرّعاً في التهديد بفرض عقوبات على موسكو. تسرّع كلّفه نفي من وزارة الخارجية الفرنسية وواشنطن، وردّ روسي شدّد على عدم خشية العقوبات الغربية، إضافة إلى وصف كوشنير بأنه صاحب «مخيّلة مريضة»واصل وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، حملته على روسيا؛ فبعدما اتّهمها أول من أمس بأنها «خارجة عن القانون الدولي»، انتقل إلى قرار أكثر تصعيداً ونابع من شخصه، وهو التهديد بفرض عقوبات على موسكو، الأمر الذي سارعت وزارة الخارجية الفرنسية والولايات المتحدة إلى نفيه. أما رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، فقد وجّه سهامه إلى واشنطن، متهماً إياها بالتدخل في النزاع في جورجيا.
وبعد إعلان كوشنير، خلال مؤتمر صحافي، أن «الاتحاد الأوروبي، الذي تتولّى فرنسا رئاسته الدورية، سيبحث في قمته الطارئة المقررة في الأول من أيلول المقبل إمكان فرض عقوبات على موسكو»، سارعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى النفي، إذ قالت إن «فرنسا تسعى للحصول على موقف موحد داخل الاتحاد في مواجهة روسيا، فيما تفكر بعض الدول الأعضاء بفرض عقوبات على موسكو». وأوضحت، في بيان، أن كوشنير «حريص على التوضيح أنه في ما يتعلق بموقف فرنسا، لم يتحدث عن اقتراحات لفرض عقوبات على روسيا».
الولايات المتحدة من جهتها، رفضت كلام كوشنير. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غودرن جوندرو «إننا نعيد النظر في العلاقات مع روسيا نظراً إلى الوضع في جورجيا، ولكن من المبكر الحديث عن فرض عقوبات ربما تتخذها الولايات المتحدة أو لا».
في المقابل، قلّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر تعرّض بلاده لعقوبات أوروبية، مشيراً إلى أن بلاده لا تأبه بالعقوبات الأوروبية. وقال إن «الاتحاد الأوروبي غاضب فحسب من الفشل الذي منيت به جورجيا، دمية الغرب». ورداً على اتهام كوشنير لروسيا بأن لديها أهدافاً أخرى، بينها القرم وأوكرانيا ومولدوفا، وصف لافروف «خيال وزير الخارجية الفرنسي بالمريض».
ورغم كل هذه التوترات، أكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر باور، أن «اتفاق الشراكة الاستراتيجية المقرر في 15 و16 أيلول المقبل، لا يزال في موعده».
في هذا الوقت، شن رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، هجوماً على واشنطن، واتهمها بـ«التدخل في النزاع في جورجيا، وبإصدار الأوامر على الأرض». إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، قالت إن «الإيحاء بأن الولايات المتحدة قامت بذلك لحساب مرشح سياسي يبدو غير منطقي»، معلنة أن واشنطن «تفكر في إلغاء اتفاق مع روسيا حول التعاون النووي المدني».
في السياق، رفض حلف شمالي الأطلسي، على لسان المتحدثة باسمه كارمن روميرو، الاتهامات الروسية له، بتعزيز قواته البحرية في البحر الأسود، موضحة أن «هذا الانتشار هو عمل روتيني مخطط له منذ عام».
إلى ذلك، رأى الرئيس الجورجي السابق إدوارد شيفاردنادزه أن «القادة الروس سيندمون طوال حياتهم على اعترافهم باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، لأنها مبادرة ستشجع الحركات الانفصالية في روسيا نفسها». وأضاف أن ذلك «سيؤدي إلى مناقشات للاعتراف باستقلال الشيشان وداغستان».
وأيد شيفاردنادزه مقاطعة الدورة الشتوية للألعاب الأولمبية في عام 2014 في سوتشي، المدينة الواقعة على البحر الأسود والمجاورة لأبخازيا. إلا أن هذا لم يمنعه من اتهام الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بأنه «بالغ في تقاربه مع الولايات المتحدة»، معتبراً أن «جورجيا هي الخاسرة الكبرى في هذا النزاع».
ورغم توتر العلاقات بين ألمانيا وروسيا بسبب النزاع في جورجيا، وعدت مجموعة «غازبروم» الروسية العملاقة بمواصلة شحناتها من الغاز إلى ألمانيا، التي تعدّ ضرورية لتموين هذا البلد.
ميدانياً، أعلنت وكالات الأنباء الروسية، نقلاً عن القوات الاستراتيجية النووية، أن روسيا أجرت أمس «تجربة على صاروخ توبول القادر على اختراق نظام دفاعي مضاد للصواريخ».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)

وأوضح الوزير البريطاني «إننا في وضع يسجّل نهاية الهدوء النسبي الذي كان يتقدم في أوروبا وجوارها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي»، مؤكداً «لا نوافق على تقسيم أوروبا إلى مناطق نفوذ. ولا نوافق على أن يكون الخيار أمام أوكرانيا أن تصبح إما عدواً لروسيا، أو تابعاً لها». وأكد أن زيارته إلى كييف «لا تستهدف استفزاز روسيا».
(أ ف ب)