يبدو أن الولايات المتحدة قد ضاقت ذرعاً بإيران ومماطلتها في المحادثات «النوويّة» مع الغرب، حيث ظهر أن المشاركة الأميركية في محادثات جنيف، لم تحرز تقدماً كبيراً على صعيد مناقشة الأزمة بين طهران ومجموعة الستاتهمت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس أمس إيران «باللغو» والحديث في أمور تافهة خلال اجتماع جنيف الأخير الذي عقد بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، سعيد جليلي.
وقالت رايس إن طهران تواجه مزيداً من العقوبات إذا لم تلتزم بموعد نهائي لتقييد برنامجها النووي، مضيفة أن طهران تستخدم تكتيكات مماطلة ويجب أن تقدّم «رداً جاداً» خلال الأسبوعين اللذين حددتهما القوى الكبرى. وقالت، للصحافيين الذين يرافقونها في رحلتها إلى الشرق الأوسط، إنه إذا لم يتوافر جواب جدّي «خلال أسبوعين، فسيكون لدينا دوماً إمكان سلوك طريق نيويورك» (في إشارة إلى مجلس الأمن الدولي)، مهددة بـ«تدابير لاحقة أخرى أحادية الجانب من شأنها أن تضغط على المؤسسات المالية الإيرانية».
وأضافت رايس أن لقاء السبت في جنيف «وجّه رسالة قوية جداً إلى الإيرانيين بأنهم لا يستطيعون التقدم والتراجع في آن... وأن عليهم اتخاذ قرار».
وتزور رايس الإمارات لبحث مسائل تتعلق بإيران والشرق الأوسط.
وفي شأن ما أعلنته أميركا أول من أمس، بأنه لا يوجد أمام إيران سوى خيارين إمّا التعاون أو المواجهة، قال جليلي: «أعلنّا ذلك في جنيف، وعلى ‌أي حال إن هذه الخيارات موجودة أمام الجميع ولكن ذلك يرتبط بنظرتنا وتوجهنا للمستقبل، هل هي نظرة قائمة على التعاون والتعامل الإيجابي أو القلق المشترك طبقاً للالتزامات المتبادلة أو النظرات غير الإيجابية».
وقال جليلي، في مؤ‌تمر صحافي عقده في مطار طهران بعد عودته من جنيف: «لم تجر أي مباحثات حول التعليق (تخصيب اليورانيوم) في جنيف، وما حصل هو بحث توجهّات الطرفين بمواصلة المسيرة وكيفية المباحثات وموعدها».
وبشأن تقويمه لحضور ممثل للولايات المتحدة للاجتماع، قال جليلي: «إننا شاركنا في المباحثات بتوجّه إيجابي، وقدّمنا وجهات نظرنا، وفي المقابل أعلن أعضاء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وجهات نظرهم أيضاً، حيث كانت النظرات إيجابية وإلى الأمام». وأوضح أن اجتماع جنيف عقد بهدف دراسة كيفية وإطار المباحثات وكيفية استمرارها ومواعيدها. وأضاف أن «إيران، خلال هذه الفرصة، إضافة إلى ردها على رسالة وزراء خارجية الدول الست «5+1» (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، كان لها فكرة واضحة بشأن كيفية استمرار المباحثات وإطارها، وقدّمت مشروعاً معيّناً وخريطة طريق في هذا المجال».
وفي أنقرة، أكد وزير الخارجية التركي، علي باباجان، أن إيران والدول الست طلبت مساعدة تركيا. وقال باباجان، الذي التقى جليلي الأحد في إسطنبول، إن تركيا لا تتولّى مهمة وساطة رسمية لكنها ستقوم بدور «دعم وتسهيل» في المباحثات، مؤكداً «أن الطلب (لهذا الدور) جاء من الطرفين».
وأشار باباجان إلى أن تركيا العضو في الحلف الأطلسي والمرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي، التي تقيم علاقات جيدة مع إيران، «تملك وسائل تسهيل الحوار بين الجانبين».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)