تظاهرات ضدّ الخطف وضدّ الـ«فارك» انطلقت من مدريد وباريس، ووصلت إلى كولومبيا، حيث يعرف الرئيس ألفارو أوريبي كيف يستغلّها سياسيّاً وشعبيّاً
بول الأشقر
نزل الكولومبيون بالملايين إلى الشوارع مرتدين اللباس الأبيض في أكبر تظاهرة جماهيرية عرفتها البلاد لإطلاق المخطوفين ولإدراك السلام وللتنديد بمنظمة الـ«فارك».
وتحت شعار «أطلقوا سراحهم فوراً»، تضامن الكولومبيون مع نحو 3 آلاف مخطوف يُقدَّر أن يكونوا بأيدي الـ«فارك» و«جيش التحرير الوطني» (مجموعة كفاح مسلح أخرى) وجزء آخر بحوزة مجموعات خطفتهم لأسباب لا تمت بصلة إلى الصراع العسكري.
وتخطى حجم التظاهرة الجماهيرية في العاصمة بوغوتا المليون مشارك. وشملت التظاهرات تقريباً جميع مدن كولومبيا وبلداتها، تلتها أكثر من ألف حفلة موسيقية. كذلك واكبتها تحركات مماثلة في أكثر من أربعين مدينة خارج كولومبيا في اليومين الماضيين، أبرزها في مدريد وباريس، حيث تقدّمت الحشود الرهينة المحرَّرة إنغريد بيتانكور.
واختار الرئيس ألفارو أوريبي أن يجري العرض العسكري هذه السنة في مدينة ليتسيا عاصمة الأمازون الكولومبية، حيث شاركه رئيسا البرازيل لولا دا سيلفا والبيرو آلان غارسيا، ووقع الرؤساء الثلاثة اتفاقات اقتصادية وأمنية تتعلق بمنطقة الأمازون الحدودية، قبل أن يحضروا الحفل الموسيقي الذي أقامته الفنانة الكولومبية شاكيرا ذات الأصول اللبنانية. وخلال زيارة الرئيس البرازيلي إلى كولومبيا، أعلن أوريبي موافقة بلاده على الانتساب إلى مجلس الأمن الجنوبي، وهو هيئة جديدة ضمن الأوناسور (اتحاد الدول الأميركية الجنوبية) هدفها تفعيل التعاون العسكري الأميركي اللاتيني المشترك. وكانت كولومبيا الدولة الوحيدة التي لم توافق على الانتساب إليها.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيسان، سبّب دا سيلفا إحراجاً لأوريبي، عندما حوّل إليه سؤالاً عن «مبدأ الولاية الثالثة»، فأجاب الرئيس الكولومبي بأنه معارض لمبدأ التأبيد في الحكم، موضحاً انّ ما يهمه هو «ضمان استمرارية خطط الأمن الكفيلة بالقضاء على الإرهابيين».
وقد طوى الرئيس الكولومبي الأسبوع الماضي خلافه مع مجلس القضاء الأعلى الذي كان قد شكّك بشرعية إعادة الانتخاب الأولى، وأعلن وزير داخليته الجديد فابيان كوسيو أن أوريبي «تخلّى» عن فكرة إعادة إجراء انتخابات عام 2006. ولكن أوريبي لم يتخلَّ بعد عن تعديل الدستور مجدداً تمهيداً لانتخابه لولاية ثالثة.